عرض المخرج الجزائري موسى حداد، بقاعة السينما "جمال الدين شندرلي" لتلمسان فيلمه الجديد "حراقة بلوز"، الذي يعالج موضوع الهجرة السرية وهذا بحضور طاقمه الفني والتقني. وذكر موسى حداد عقب عرض الفيلم الذي يدوم 110 دقيقة ، أنه قام بانجاز هذا العمل السينمائي "لم يكن ينوي تحليل ظاهرة الهجرة السرية ولا أسبابها ومخلفاتها ولكن هدفه تقديم واقع الشباب في طابق فني مشوق يصور كيف تتحول الأحلام الزائفة إلى مأساة، مؤكدا أنه "رجل سينما وليس سياسيا". وخلال النقاش الذي شارك فيه عدد من الإعلاميين والمثقفين وعشاق الفن السابع، أثيرت عدة جوانب من الفيلم مثل العنوان الذي اعتبره البعض "لا يعكس تماما المحتوى" أو أن "الشابين اللذين يعتزمان المخاطرة في البحر ينتميان إلى الطبقة الميسرة ولا يحتاجان إلى الهجرة لكسب قوتهما". وردا على هذه الاستفسارات أوضحت أمينة بجاوي حداد، المشاركة في كتابة السيناريو إلى جانب موسى حداد، أن الفيلم "لا يحاول أن يعكس الواقع بحذافره ولكنه يريد أن يرقى بالسينما الجزائرية إلى أعلى الرتب بجمال الصورة والتمثيل الفني". وقد حظي البطل الرئيسي للفيلم الممثل الموهوب كريم حمزاوي ابن مدينة تلمسان، بتصفيقات حارة من طرف الجمهور الغفير. يتناول موسى حداد في هذا العمل موضوع الهجرة غير الشرعية من خلال قصة صديقين شابين من العاصمة زين (كريم حمزاوي) وريان (زكرياء رمضان) يحلمان بالهجرة إلى إسبانيا بالرغم من أوضاعهما الاجتماعية والعائلية الجيدة. ويسرد الفيلم المحاولة الفاشلة لهجرة زين نحو أوروبا انطلاقا من الشواطئ الوهرانية ومغامرات ريان بين العاصمة وعنابة مبرزا الانعكاسات السلبية لخيار زين على والديه (بهية راشدي وأحمد بن عيسى) وخطيبته (موني بوعلام(. وبالرغم من إخراج جيد وموسيقى جميلة من تأليف الفنان لطفي عطار فإن "حراقة بلوز" يتجاهل واقع الهجرة غير الشرعية كونه لا يفسر الأسباب التي أدت بالشخصيتين الرئيسيتين زين وريان إلى الهجرة خاصة وأنهما يعملان ويعيشان وسط عائلات محبة وأصدقاء أوفياء وأحباء. كما يعاني السيناريو —الذي كتبه موسى حداد مع أمينة بجاوي حداد— من كونه يسمح بتوقع الأحداث قبل وقوعها مما يجرده من عامل التشويق أو المفاجئة. وعن سؤال حول اختيار شخصيتين من طبقة اجتماعية راقية تريدان بالرغم من ذلك الهجرة قال موسى حداد إنه "لم ينوي تحليل ظاهرة "الحرقة" في فيلمه" بل استعملها ك"خلفية" لخدمة "حدة" بعض اللقطات. يذكر أن "حراقة بلوز" الذي أنتجته شركة "موسى حداد للإنتاج" مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، قد عرض في 2012 بمهرجان أبوظبي (الإمارات العربية المتحدة) في إطار مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.