سطرت قوات الجيش الشعبي الوطني خلال شهر رمضان مخططا أمنيا خاصا ومكثفا، شمل معظم مناطق جنوب البلاد، حيث اعتمدت على تكثيف عمليات التفتيش والمراقبة والتمشيط بالمسالك الصحراوية، خصوصا مع تنامي وتطور ظاهرة التهريب بكل أشكالها في الآونة الأخيرة والتي تمس بصفة خاصة جنوب البلاد. وتعتمد هذه الإجراءات التي تنطوي تحت المخطط الأمني على التعزيزات الأمنية خصوصا فيما يتعلق بمراقبة التنقلات المشبوهة للمهربين بولايات أقصى ووسط الصحراء ورصد حركة عناصر "جماعة إمارة الصحراء المسلحة"، وانطلقت عمليات التمشيط الواسعة التي تقودها قوات الجيش الوطني الشعبي مدعومة بمغاوير الدرك الوطني في مناطق مشتركة بين ولايات تمنراست، أدرار وإليزي. وركز المخطط الأمني على محاصرة التهريب بصفة عامة والسجائر الأجنبية خاصة، وأفادت مصادر مطلعة نقلا عن مصادر أمنية أن الهدف من هذه العمليات منع تسلل الجماعات الإرهابية من الجنوب إلى جانب الحد من تحركات كتيبة الملثمين التي يتوقع قيامها بأنشطة إرهابية قريبا. هذا وتشهد مناطق صحراوية تقع في الجنوب والغرب من مدينة عين صالح في اليومين الأخيرين أيضا عمليات تمشيط وتفتيش واسعة تنفذها قوات الجيش والدرك الوطنيين عبر المعابر المؤدية لممرات العرق الكبير الحدودية، كما شددت وحدات من القوات الخاصة والدرك الوطني في الضاحية الشمالية لولاية تمنراست الحدودية على إجراءات أمن ومراقبة لم تشهدها المنطقة منذ سنوات. وتجدر الإشارة إلى أن عمليات التمشيط الجارية بمناطق الجنوب ساهمت بشكل كبير في تراجع كميات السجائر الأجنبية المهربة الموجودة في السوق المحلية، بعد أن ضيق الجيش الخناق على عصابات المهربين منذ بداية العمل بإجراءات الأمن الإضافية وفي الحدود الغربية باشرت قوات الجيش الوطني الشعبي بالتعاون مع أعوان حرس الحدود مخططا دقيقا لمحاربة التهريب ومحاربة المهربين على الشريط الحدودي والتصدي لهم خصوصا مهربي المخدرات ومهربي الوقود الذين خلقوا مشكلة حقيقية بالجهة الغربية ، هذا المخطط يتمثل في حفر خنادق على طول الشريط الحدودي من مرسى بن مهيدي شمالا إلى العريشة جنوبا على مسافة 171كلم وهو شبيه بمشروع السد الأخضر الذي أقامه الجيش الوطني الشعبي بداية السبعينات للتصدي لظاهرة التصحر وزحف الرمال من الشمال نحو الجنوب حيث من المحتمل أن يمتد إلى غاية بشار . هذا وأكدت المصادر الأمنية التي أوردت الخبر للجزائر الجديدة أن هذه الخنادق سيتجاوز عمقها ال3م كما سيتجاوز عرضها 20م وهو ما سيمنع مهربو الوقود والمخدرات الذين يعتمدون على الدواب والسيارات من عبور الحدود لتمرير الوقود للمغرب والمواد الغذائية ونقل المخدرات باتجاه الجزائر، كما ستقيم قوات حرس الحدود طرقا ومعابر سرية من أجل ضمان عبور الدوريات على الشريط الحدودي وتضييق الخناق أمام أية محاولة لإختراق هذا الحاجز الذي من شأنه أن يقضي على التهريب بالجزائر التي تحولت إلى بقرة حلوب للجارة المغرب ومعبرا خصبا لسمومها.