أكد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أن المشهد السياسي الذي يدور في مصر بعد الانقلاب على الرئيس المخلوع محمد مرسي، يترجم الصراع بين الحركة الإسلامية والمؤسسة العسكرية، مضيفا أن رجوع الإخوان المسلمين إلى العمل السري سيزيدهم قوة، ولكن مصر هي من ستدفع الثمن. وأوضح عبد الرزاق مقري، خلال تنشيطه ندوة صحفية تحت عنوان "التغيير في العالم العربي ومستقبل الإخوان المسلمين، مصر نموذجا"، بمقر جريدة " الجزائر نيوز"، أن الإخوان منهج سلمي والخطاب في رابعة العدوية واضح، ولكن المؤسسة تحاول دفعهم للخروج عن سلمهم. وأضاف مقري، أن ما حققته البلدان العربية تحت غطاء ما سمي ب "الربيع العربي"، لا يمكن أن يدخل في خانة الثورات لأنها لم تكن تملك قائدا، كما أنها لم تحسم الأمور لتقود مرحلة ما بعد الثورة، ولم تلغي من كان يحكم قبلا، واصفا هذا الحراك ب "المسار الثوري". وأشار مقري، إلى أن التيار الإسلامي هو الأكثر انتشارا وأكثر تنظيما، إلا أنه وجد نفسه في صراع مع أطراف أخرى تتنافس على المنطقة العربية التي وصفها ب "المغبونة"، على غرار المشروع الغربي الأمريكي، المشروع الصهيوني، وكذا المشروع العربي بقيادة الخليج، مضيفا أن المشروع الإسلامي هو الوحيد الذي بإمكانه تغيير المعادلة. وتابع رئيس الحركة، بأن كل القوى الاجتماعية تتحول إلى مشروع حكم تلقائيا، لكن الحركة الإسلامية منعت من الدخول في إطار سلمي، وجربت كل الوسائل ومنعت أيضا، غير أنها استطاعت أن تصبح طرفا سياسيا، لذلك تعرضت للتزوير في الانتخابات. وواصل مقري من جهة أخرى بقوله "التيار السلفي مخطط صهيوني معروف، وهو بقيادة السعودية"، مؤكدا أن التيار الإسلامي لا يحوي القديسين بل بشر مثل الجميع ويمكن أن يخطؤوا، مشيرا إلى من يمثلون حركته في البلديات بقوله "نحن متواجدون في البلديات ومنا من نجح وآخر أخفق". ووجه رئيس حركة مجتمع السلم دعوة للعلمانيين إلى التعايش وقبول الآخر وتطبيق الديمقراطية على حقيقتها، وكذا بالابتعاد عن الحكم المسبق، فهي في نظره شبيهة بالديكتاتورية لأنها لا تمنح الفرصة للإسلاميين لتجربة مخططهم، طالبا فسح المجال لهم في إطار الديمقراطية. وفي سياق آخر، قال مقري بأن تركيا نموذج حي، فأردوغان استلم زمام الأمور في 1999، آنذاك كانت تركيا جاثمة على ركبتيها أمام صندوق النقد الدولي، وتمكن ما بين 2002، و2008، من نقل صادرات تركيا من 80 إلى 130 مليار دولار ودفع الديون من القيمة المضافة للاقتصاد، وهي الآن قوة أوروبية تملك اقتصادا معافى. من جانبه وصف السوسيولوجي زبير عروس، أن ما حدث بمصر هو انقلاب وذلك استنادا للشرعية الانتخابية التي يحظى بها الرئيس المخلوع محمد مرسي، مضيفا أن مصر قد انقسمت إلى مؤيدين للشرعية الثورية، ومساندين للشرعية الديمقراطية. وأضاف عروس، أن هناك رموزا أوصلت مرسي إلى الانتخابات، ولكنه لم يأخذ بعين الاعتبار طبيعة النظام المصري فالديمقراطية تتطلب التعامل الإيجابي، مشيرا أن المشروع الذي يبدأ بمرجعية دينية هو مشروع محدود لذلك يجب نزع كلمة إسلامية من هذه الأحزاب، وعلى الإسلاميين أن يقتنعوا بأنهم ليسوا وحدهم بل هناك قوى سياسية لديها رغبة في التغيير. وواصل عروس، بأن الربيع العربي كان من الثورات غير المأدلجة، لأنها أزاحت رموز الأنظمة ولم تقم بإزالتها، غير أنها أدت إلى جملة من التغييرات السياسية.زينب.ب