ادان المجتمع الدولي كله الاربعاء تدخل قوات الامن المصرية العنيف لفض اعتصامي انصار الرئيس المصري الاسلامي المعزول محمد مرسي الذي وصفته انقرة ب"المجزرة".وقال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان ان "على الاسرة الدولية وعلى رأسها مجلس الامن الدولي والجامعة العربية، التحرك فورا لوقف هذه المجزرة". من جهته، دان الرئيس التركي عبد الله غول تدخل قوات الامن المصرية مؤكدا انه "غير مقبول"، ومعبرا عن قلقه من تحول الوضع في مصر الى نزاع مماثل لما يحدث في سوريا. وكانت انقرة وصفت منذ البداية قرار الجيش باقالة الرئيس الاسلامي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين استجابة لتظاهرات شعبية حاشدة طالبت برحيلة ب"الانقلاب العسكري". وقتل 124 على الاقل من انصار مرسي الاربعاء اثتاء فض اعتصاميهما في رابعة العدوية وميدان النهضة في القاهرة وفقا لصحافي تمكن من احصاء الجثث في ثلاث مشارح ميدانية. من جانبها تحدثت جماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمي اليها مرسي عن اكثر من 2200 قتيل وعشرة الاف جريح وهي ارقام لا يمكن التحقق منها من مصادر مستقلة. كما نددت الخارجية الايرانية ب"مذبحة بحق السكان" مشيرة الى "احتمال نشوب حرب اهلية" في مصر. كذلك نددت قطر، الداعم الرئيسي للاخوان في مصر، بشدة بتدخل الشرطة ضد "المتظاهرين السلميين". ودانت حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة الاربعاء "المجزرة المروعة في ميداني النهضة ورابعة العدوية" ودعت "لحقن الدماء والتوقف عن التعرض للمعتصمين السلميين". وفي الغرب حيث لم تثر اقالة مرسي في 3 جويلية الماضي انتقادات تذكر كانت الادانات محسوبة اكثر. فقد ادان المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مين "باشد التعابير اعمال العنف التي وقعت في القاهرة عندما استخدمت قوات الامن المصرية القوة" ضد المتظاهرين. وقال المتحدث مارتن نيسيركي في بيان ان بان كي مون "يأسف لقيام السلطات المصرية باختيار استخدام القوة للرد على التظاهرات". ودعا الاتحاد الاوروبي جميع الاطراف الى "ابداء اقصى قدر من ضبط النفس" في حين اعتبر رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ان "سقوط هذا العدد الكبير من القتلى صباح اليوم امر غير مقبول". كما اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون عن "قلقها الشديد". وقالت في بيان "ادعو قوات الامن الى ابداء اقصى حد من ضبط النفس وادعو جميع المواطنين المصريين الى تفادي اي استفزازات جديدة او تصعيد للعنف". واكدت ان "المواجهة والعنف ليسا الطريق لتسوية القضايا السياسية الرئيسية". واعرب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عن "القلق العميق لتصاعد العنف في مصر" مدينا استخدام القوة وداعيا "قوات الامن الى التحرك بضبط نفس". بدورها حذرت فرنسا من "استخدام غير متناسب للقوة" ودعت الى تغليب "منطق التهدئة" في حين دعت برلين الى "البدء فورا في مفاوضات" لتجنب "اي اراقة دماء جديدة". كما اعتبرت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو الاربعاء ان تدخل الشرطة "لا يسهم في ايجاد تسوية" ودعت قوات الامن الى المزيد من "التحكم في النفس". وقالت في بيان "ابديت الرغبة في اخلاء الميادين" التي يحتلها انصار مرسي في القاهرة "من خلال اتفاق بين الاطراف وليس بتدخل قوات الشرطة الذي لا يسهم في ايجاد تسوية للازمة السياسية". وحتى الان لم يصدر رد فعل عن واشنطن التي تؤكد رسميا انها لا تنحاز الى طرف في الازمة المصرية وتتفادى بعناية وصف اقالة مرسي ب"الانقلاب".