رفع الستار مساء أول أمس عن فعاليات الطبعة الثانية من التظاهرة الثقافية "أيام الفيلم المتوسطي في الجزائر"، بقاعة "ابن زيدون" بديوان رياض الفتح بحضور الفنانين الجزائريين والإعلاميين، وكذا ضيوف المهرجان من منتجين ومخرجين قادمين من دول البحر الأبيض المتوسط من أجل المشاركة في التظاهرة. زينب.ب ووقع الاختيار على الفيلم المطول "مملكة النمل" الذي شاركت به "تونس" كأول عمل سينمائي يعلن عن انطلاق فعاليات أيام الفيلم المتوسطي في الجزائر، من تأليف شوقي الماجري وخالد الطريفي، ومن إخراج شوقي الماجري، حيث تناول العرض قضية فلسطين وكيفية مقاومة شعبها للمحتل عبر ثلاث عينات مختلفة من ثلاثة أجيال، كل واحد منها يقاوم بطريقته الخاصة وحسب إمكانياته المتوفرة. من جهته وقبل عرض الفيلم، قال المنتج نجيب عياد، أن الفرقة تعمدت الجمع بين جنسيات عربية عديدة كرمز لاتحاد العرب، مضيفا أن الفيلم عربي، مشيرا إلى أن ميزانيته أريد لها أن تكون مستقلة ، مؤكدا بقوله "لم نشأ أن تتدخل السلطات أو أي جهة أخرى في عملنا حتى لا نتهم مستقبلا بالعمالة لجهة معينة، فهذا الفيلم يتحدث عن فلسطين وكفى، وصورناها كما شئنا". للإشارة فإن أيام الفيلم المتوسطي ستدوم خمسة أيام، وستعرض 12 فيلما سينمائيا من مختلف دول البحر الأبيض المتوسط مثل "ايطاليا"، "تركيا"، "تونس"، "النمسا"، "المغرب"...أما الجزائر فستشارك بفيلم "يما" للمخرجة جميلة صحراوي، بالإضافة إلى ندوات تناقش مواضيع سينمائية ب"دار عبد اللطيف" في "الحامة"، ينشطها منتجون، مخرجون، ومؤلفون من "تونس"، "لبنان"، "ايطاليا"، و"فرنسا". مملكة النمل.. رومنسية بين الأشواك تمكن المخرج التونسي شوقي الماجري من لفت جمهور أيام الفيلم المتوسطي من خلال الفيلم المطول "مملكة النمل"، الذي تدور أحداثه حول القضية الفلسطينية، حيث شهدت القاعة إقبالا نوعيا من ذوي الاختصاص ،وكذا هدوءا لافتا للاستمتاع بالفيلم على مدار ساعتين من الزمن. ويتناول "مملكة النمل" الذي تدور أحداثه في إطار واقعي يمتزج بالفانتازيا، قصة مقاوم فلسطيني يدعى "طارق" الذي يهرب من قوات الاحتلال الصهيوني، ويسكن في الأنفاق حتى أنه يتزوج "جليلة" فتاة أحلامه هناك في مملكة النمل مثلما قال الجد ، ويعاني هذان الأخيران من قمع المحتل الإسرائيلي لحوالي 12 عاما بسبب انخراطهما في صفوف المقاومة، حيث يضطر طارق للهرب بعيدا ويترك زوجته التي أنجبت له ولدا أطلقت عليه اسم "سالم" الذي يستشهد وهو لم يتجاوز الحادية عشر برصاصة مباشرة ردا على إلقائه الحجارة على مدرعات إسرائيلية في مدينة القدس. ويسلط الفيلم الضوء على ما يجري داخل الأنفاق التي تشكل متنفسا للمقاومين الفلسطينيين، حيث يربط بين حياة النمل تحت الأرض والحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الأرض في مغارات وسراديب تصل مدن فلسطين في ظل الحواجز التي وضعها العدو الإسرائيلي ليتم التواصل بين المدن دون عناء. ويصور الفيلم المطول تحديات الفلسطينيين من أجل استمرار المقاومة، رغم كل ما يتعرضون له من قصف وهدم للمنازل وكذا الجدار العازل الذي أقامه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق السفاح أرييل شارون. ورغم أن الفيلم يتحدث عن القضية الفلسطينية إلا أنه لم يقدم الكثير من المشاهد التي تصور الاشتباكات المباشرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بل ركز على المشاهد الرومانسية بين "طارق" و"جليلة" التي تدور في الكهوف الجبلية الممتدة تحت الأراضي الفلسطينية ليخلق الماجري تميزه عن باقي الأفلام التي تناولت القضية ذاتها، ولم يركز الفيلم على المواجهات بقدر ما اهتم بسرد قصة الحب تلك بين جليلة وطارق. العمل من تأليف الكاتب الفلسطيني خالد الطريفي والمخرج شوقي الماجري وبطولة جميل عواد عابد فهد، صبا مبارك، جولييت عواد، منذر رياحنة، وغيرهم... وهو من إنتاج سوري تونسي مصري. ويشارك في إنتاج الفيلم عدة جهات إنتاجية عربية هي المنتج التونسي نجيب عياد، وشركة "إيبلا" للإنتاج الفني السورية، وتلفزيون "آرتي"، وقطاع الإنتاج المشترك في التلفزيون المصري. ويعد فيلم "مملكة النمل" التجربة السينمائية الأولى لشوقي الماجري. للإشارة فإن شوقي الماجري هو من مواليد 11 نوفمبر 1961 متحصل على الاجازة في الاخراج السينمائي " المدرسة العليا للسينما والمسرح بلودز" ببلونيا سنة 1994 ، أخرج عدة مسلسلات تلفزيونية وأخرى قصيرة وطويلة للسينما في الفترة من 1997 إلى 2012.