أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله مساء الاثنين، بغرداية أن هذه الأخيرة كانت دائما "نموذجا رائدا" للتعايش والتفاهم بين المذهب المالكي والاباضي، بفضل علماء المذهبين الذين رسخوا هذا التعايش بالإثراء وحسن التوجيه. وأوضح غلام الله في كلمة ألقاها بمسجد بد،ر خلال فعاليات الإحتفالات الرسمية بليلة المولد النبوي الشريف، التي أشرف عليها الوزير الأول عبد المالك سلال، أن التعايش بين المذاهب بغرداية، هو تأكيد لسعة الإسلام وسماحة شريعته، مضيفا أن أبناء غرداية العريقة جسدوا هذه القيم فعاشوا في وفاق وتراحم وانسجام وفي ظل وحدة دينية مقدسة وجامعة. وذكر الوزير أن الجزائر المعروفة بتنوع وثراء نسيجها الاجتماعي واللغوي والثقافي، كانت دائما في منأى عن كل أنواع التطاحن العرقي والصراع المذهبي والتعصب الذي عاشته بعض المجتمعات في المشرق، وأكد أن تنوع الجزائر هو تنوع ثراء وغنى الذي ظل دائما في إطار الوحدة الدينية والوطنية الجامعة وليس تنوع فرقة وخصام، مشيرا إلى أن مدينة غرداية العريقة بتاريخها وعلمائها خير مثال على ذلك، وشدّد الوزير على أن الجزائر "بالإسلام إهتدت وبه تماسكت وتوحدت وصمدت عبر التاريخ وإنتصرت على كل عوامل التفرقة والتشتت، لأنها تعلم أن عزتها في دينها وقوتها في وحدتها، من جهة أخرى دعا غلام الله إلى تجسيد المعاني الجليلة لذكرى المولد النبوي الشريف وسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الواقع وغرسها في نفوس الشباب ليكون خير خلف لخير سلف، كما تناول الوزير الكلمة بالجامع الكبير ببني يزقن (بلدية بنورة)، حيث أكد أن الاباضيين مجتمع إسلامي نظيف لا تجد فيه مريضا ولا متسولا بفضل نظام التكافل والتآزر.