ترأس الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمسية يوم الإثنين بولاية غرداية فعاليات الإحتفالات الرسمية بليلة المولد النبوي الشريف ذكرى مولد المبعوث رحمة للعالمين النبي محمد صلى الله عليه وسلم . وحضر الوزير الأول في البداية الحفل الديني الذي أقيم بهذه المناسبة العظيمة بالمسجد المالكي "بدر" بغرداية الذي أدى به صلاة المغرب والذي تميز بتلاوات عطرة من الذكر الحكيم وإنشاد جماعي لقصائد دينية في مدح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم . وجرت هذه الإحتفالية الدينية بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله والسلطات الولائية وأعيان الطائفتين المتساكنتين من المالكية والإباضية ومدعوين وجموع غفيرة من المحتفلين بغرداية . وبالمناسبة ألقى وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله كلمة أبرز فيها على الخصوص معاني إحياء ذكرى مولد خير البرية الذي حمل إلى البشرية رسالة الإسلام ليخرجهم من ظلمات الجاهلية إلى رحاب الرسالة المحمدية التي تدعو إلى التمسك بأفضل قيم الأخلاق والعدل والمساواة وتوصي بفعل الخير بين الناس والتسامح فيما بينهم والتعايش بين مختلف الثقافات حتى يعيش الجميع في كنف المحبة والسلم والطمأنينة . هذا وأشرف السيد عبد المالك سلال خلال هذا الحفل البهيج على تكريم عدد من مشائخ المنطقة كما قام بتوزيع رمزي لجوائز تقديرية لفائدة عدد من حفظة القرآن العظيم والحديث النبوي الشريف وذلك من بين ما يقرب من ستين من الحفظة الذين سيتم تكريمهم بهذه المناسبة الدينية. كما حضر السيد سلال بعد ذلك حفلا دينيا مماثلا بالمسجد الكبير (الإباضي) بقصر بني يزقن الذي أدى به صلاة العشاء. وتضمن هذا الحفل الديني البهيج أيضا تلاوة القرآن الكريم وإلقاء مداخلات أبرز فيها أساتذة و مشائخ أجلاء الفضائل العديدة التي تحملها رسالة الإسلام وما تدعو إليه للتمسك بالقيم السامية التي جاء بها خير الأنام والتي تحث على فعل الخير والتآخي والتآزر بين الناس وإشاعة قيم التسامح والوئام وبدون تفرقة مهما كانت اللغة أو الثقافة. ويندرج مشاركة الوزير الأول في هذه الإحتفالية الدينية العظيمة بولاية غرداية في إطار الجهود الرامية إلى إيجاد ما يتطلع إليه مواطنو هذه الولاية من حلول مواتية قصد إعادة السكينة بغرداية بعد المناوشات التي نشبت بين مجموعات من شباب عديد أحياء المدينة نهاية السنة المنقضية. وتطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يقود الوزير الأول شخصيا الجهود الرامية إلى إيجاد حلول جذرية لهذه الأحداث المتكررة بين مجموعات من الشباب بهذه الولاية . وقد استقبل الوزير الأول في هذا الإطار مطلع الشهر الجاري وفدا من المواطنين يمثلون المتساكنين من الإباضيين والمالكيين بغرداية بغرض وضع حد للتوترات التي شهدتها الولاية خلال الأسابيع الأخيرة من السنة الفارطة. واتخذت عديد القرارات عقب هذا اللقاء بهدف ضمان عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي بغرداية ومن بينها إنشاء على مستوى البلديات التي مستها هذه الأحداث مجلس حكماء الذي يعد بمثابة" فضاء للتحكيم والمصالحة" على أسس "التعايش المنسجم والسلمي " الذي كان سائدا بالمنطقة والمتوارث من الأسلاف منذ عهود طويلة. وكان السيد سلال قد أكد خلال زيارته الأخيرة لولاية البليدة " بأنه لا يوجد أي مشكل بين الإباضية والمالكية " ومؤكدا أيضا " بأن هناك تقاربا بين المذهبين ولا يوجد أي خلاف بينهم بغرداية ". وكانت هذه الإحتفالية الدينية المقدسة بذكرى ليلة المولد النبوي الشريف بغرداية والتي حملت " دلالات رمزية" محل تثمين من قبل سكان غرداية ومحطة تسمح لهم بتوطيد أسس المحافظة على انسجامهم الإجتماعي ووحدة المجتمع الجزائري برمته.