شارك الوزير الأول عبد المالك سلال، سكان غرداية أمس، احتفالات ليلة المولد النبوي الشريف ذكرى مولد المبعوث رحمة للعالمين النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وجرى هذا الاحتفال بمسجد بدار العامر بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله والسلطات الولائية وأعيان الطائفتين المتساكنتين المالكية والاباضية ومدعوين وجموع غفيرة من المحتفلين بغرداية. ويأتي هذا الاحتفال في إطار إحياء الأسبوع الوطني للقرآن الكريم الذي يرعاه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والذي اختيرت غرداية لاحتضانه هذه السنة بعدما جرى في السابق بدار الإمام بالمحمدية في العاصمة. وبدأ الحفل بتلاوة من آيات من القران الكريم، أعقبه إنشاد بمدح خير البرية قدمته فرقة الجزائر من غرداية. وفي كلمة لوزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله، حول سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، قدمها بالمناسبة أكد أن هذه الذكرى دأبت الجزائر على إحياءها منذ عهود، وذلك بالتأكيد على بعض المعاني الجليلة للسيرة العطرة للنبي الكريم وأصحابه، وحرصت على تجسيدها في واقع حياتنا داعيا جيل اليوم إلى أن يكونوا خير خلف لخير سلف. وحرص غلام الله، على إظهار معاني هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة والتي ارتكزت على مبدأين اثنين التوحيد والوحدة، فأول ما قام به النبي الكريم لدى نزوله بالمدينةالمنورة دعوة أهلها والمهاجرين إلى التوحيد والوحدة، لدرء الخصام والفرقة، وهذا ما يستوجب على المسلمين في كل زمان ومكان يقول الوزير غلام الله الذي أكد أن الوحدة ضمان للقوة والعزة، بدل التلاشي والهوان. واسترسل قائلا « على أبناءنا أن يعوا أن الجزائر خرجت بالإسلام من الظلمات إلى النور وصمدت عبر التاريخ وانتصرت على الفرقة والتشتت بفضل التمسك به ». وقال غلام الله أن الجزائر معروفة بتنوع ثرائها الاجتماعي وكانت في منأى عن الصراعات العرقية والتطرف التي عرفتها مجتمعات المشرق، بفضل الوحدة الدينية والوطنية الجامعة، مضيفا أن غرداية التي تحتضن الاحتفال خير مثال على ذلك فقد كانت نموذجا في التعايش والتفاهم بين المذاهب وذلك بفضل علماء المذهبين الإباضي والمالكي الذين تعاهدوا على التعايش تأكيدا لسمعة الإسلام، وعاشت في تراحم وانسجام في ظل هذه الوحدة الدينية التي «نرجو أن تعم على كافة الولاية وجميع أرجاء الجزائر». واجتمع الوزير الأول عقب الاحتفال بأعيان الاباضية بمقر المجلس الأعلى للهيئات الدينية الإباضية، ليتوجه بعدها إلى المسجد الكبير (الإباضي) بمدينة بني يزقن ليشارك أهل المنطقة فرحة الاحتفال بهذه المناسبة الدينية. وقد حيا أحد شيوخ المنطقة، في كلمة له بالمناسبة الجهود التي تبذلها السلطات العليا للبلاد لإنقاذ الوطن من مخلفات الاستعمار، داعيا إلى توحيد الصفوف. وأشاد أحد أعضاء مجلس عزابة بمساهمة الحكومة في جمع شمل الفرقاء بولاية غرادية، تجسيدا لتعاليم الدين الحنيف التي تدعو إلى التوحيد والأخوة، آملا أن تستمر الجهود لإنجاح المساعي النبيلة وتضميد جراح أبناء المنطقة، كما أثنى على المجهودات التي يقوم بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والاهتمام الكبير الذي يوليه لقضايا الأمة الجزائرية وعلى وجه الخصوص غرادية، كيف لا وهو «من أرسى مبادئ المصالحة الوطنية وقد سجل له التاريخ ذلك بحروف من ذهب». وتضمن هذان الحفلان الدينيان تلاوات للقرآن الكريم وإنشاد جماعي لقصائد دينية في مدح الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) وتوزيع جوائز تقديرية على عدد من حفظة القرآن الكريم.