عرض الفيلم الوثائقي السويدي "پالما" بقاعة محمد زينات بديوان رياض الفتح، ضمن إطار أيام الفيلم الأوروبي في الجزائر في اليوم الخامس من عمر التظاهرة. فبعد 27 سنة من اغتيال رئيس وزراء السويد الأسبق "اولوف پالما" في تلك الليلة من فبراير الباردة من سنة 1986 التي غيرت السويد إلى الأبد، وصنعت رجلا غير التاريخ. وقرر مخرجا الفيلم الوثائقي "پالما" أن يخصص لهذه الشخصية وثائقيا يسرد فيه سيرته الذاتية، بداية من نشأته في منطقة أوسترمالم في ستوكهولم إلى غاية اغتياله في شارع سفيافيغن وسط العاصمة السويدية، في الشهر الثاني من سنة 1986. يركز الفيلم الوثائقي بجلاء على النجاح السياسي الذي كان يميز حياة "پالما"، لكنه لم يهمل أيضا مواطن الفشل التي مرت عليه، على غرار القرار المتعلق بتأسيس صندوق مستلمي الرواتب، وكذا فضيحة مكتب استخبارات الدفاع الخاص IB، التي كشفت عن تعاون الحزب الإشتراكي الديمقراطي مع جهاز الشرطة السرية السويدية "ساپو" في تسجيل آراء أعداد كبيرة من مناصري الشيوعية. اعتمد تصوير "پالما" على لقطات جديدة سينمائيا، حيث عرض إجازات وعطلا كان يقضيها رئيس الوزراء مع عائلته في جزيرة "فور أو"، وكذلك الأوقات التي كان يقضيها في الفيلا المتواجدة في فيلينغبي، وكذا لقاءات أخرى، حيث حصلت مخرجتا الفيلم على الأشرطة التي صوّرت بكاميرا من نوع سوبر 8. يثمن العرض الشخصية الفريدة المتمثلة في رئيس وزراء آمن بقيم العدل والمساواة، مصورا إياه إنسانا تحتاج إليه الإنسانية، خاصة بعد مواقفه الواضحة من الحرب الأمريكية على فيتنام، والأبارتهيد في إفريقيا الجنوبية، وكذلك النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، وموقفه ضد الديكتاتورية العسكرية في تشيلي. ولكن رغم البطولة التي كان يراها بلدان العالم الثالث في "پالما"، إلا أنه كان محلّ انتقادات على الصعيد المحلي والخارجي بسبب تصريحاته الحادة والمباشرة، مثل تصريحه بعد قصف الولاياتالمتحدةالامريكية المدنيين في هانوي بالقنابل في جويلية 1972، حين قال: "ما يجري هو تعذيب للبشر، تعذيب لأمة من أجل إهانتها، وإجبارها على الخضوع للغة القوة، ومن هنا، فهذا القصف بالقنابل جريمة، ومنها الكثير من الأمثلة في تاريخنا الحديث، وهي بشكل عام متحدة تحت اسم: غرنيكا، أورادور، بابي يار، كاتين، ليديتشه، شابيفيل، تربيلنيكا، هناك حيث إنتصر العنف، لكن حكم الأجيال اللاحقة قويا ضد المسؤولين عن هذه الجرائم، الآن يضاف اسم جديد إلى هذه السلسلة من الأسماء: هانوي، جويلية 1972". وأبرز وثائقي اليوم الخامس لأيام الفيلم الأوروبي، اهتمام "پالما" بالعمل السياسي ورغبته في البحث عن الإمكانات التي تبعث الأمل عند الناس، حيث كان قدوة لهم. يذكر أن الفيلم الوثائقي "پالما" من إخراج مشترك بين كريستينا ليندستروم و"مود نيساندر"، حصل على جوائز عديدة في مهرجانات مختلفة.زينب بن سعيد