*- فتيحة: لا نملك صنّاعا للدراما *- موني: المخرج هو من يصنع الفنان ويجعله نجما زينب بن سعيد تحدثت الممثلتان فتيحة وراد وموني بوعلام في لقائهما ب"الجزائر الجديدة" بمقرها، عن إنشائهما للتعاونية المسرحية التي حملت اسم "بنات حواء"، مؤكدتان أنهما تطمحان لمعالجة طابوهات تخص المرأة. وأوضحت الممثلتان، أن التعاونية صغيرة في بداياتها ولكنهما تهدفان لجعلها كبيرة بالعمل المتواصل خاصة وأن القطاع يغوص في النقائص التي تحدّ من وصوله للعالمية. زينب بن سعيد فتيحة وراد: الجمهور كره من الروتين وأكدت الممثلة فتيحة وراد، أن التعاونية تهدف إلى كسر الطابوهات التي تطوّق المرأة، مضيفة أن القطاع يعاني من مشاكل كثيرة تهدد استمراره، على غرار الضعف الرهيب في النصوص والإخراج. وأشارت وراد، أن التعاونية ستعطي الفرصة لخريجي مدرسة الفنون الدرامية وللهواة على حد سواء المهم تواجد المستوى، مؤكدة أن الكثيرين من خرّيجي المدرسة الدرامية بدون عمل منذ سنوات، "فنحن بحاجة إلى كتّاب نصوص، لأننا مللنا من نصوص يضعها من هبّ ودبّ والجمهور كره من الروتين"، تضيف وراد. وتابعت صاحبة دور خديجة في مسلسل "الذكرى الأخيرة"، أن هناك أقلاما مبدعة ولكنها مهمّشة، فرغم أن المجال مفتوح للجميع لكنه منفتح للأشخاص ذاتهم، مشيرة أن هناك من يعمل في مجال الفن ولا يمتّ له بصلة لا بدراسة ولا بموهبة. وتأسفت الممثلة، على وضعية الفنان الذي يمثل دورا أو دورين ثم يبقى بطالا لسنوات، متحدثة بذلك عن غيابها عن العمل المسرحي مدة خمس سنوات إلى غاية تمثيلها لمسرحية "خطيئة النجاح" التي اختيرت لتكون عرض افتتاح مهرجان المسرح الدولي ببجاية في نوفمبر 2013، حيث وصفت نفسها ب "المعوّقة" بعد ذلك الغياب عن الخشبة، مشبّهة الممثل بالرياضي فلابد من التمرين المتواصل. وواصلت حديثها في السياق ذاته، بأن هذه الأسباب جعلتها تقرر إنشاء تعاونية مسرحية إلى جانب زميلتها موني بوعلام من أجل إنتاج أعمال من نوع آخر حيث لا مانع من التطرق للطابوهات. وقالت وراد أنه لا يوجد لدينا صناع للدراما، كما أن مشكلة السيناريو تعيق التقدم، واللغة المستعملة غير مفيدة ولا تخدم القطاع، فذلك المزيج من اللغة العربية والدارجة لا يعبّر عن حديثنا اليومي، بالتالي يكون الأداء رديئا. وعنها، قالت وراد أنها قد رفضت نصوصا كثيرة قبلا، حيث وصفتها بالنصوص "الفارغة" التي تحتاج للإضافات، كما أن ملامح الشخصيات غير واضحة، مشيرة إلى أنها تشعر بالسعادة عندما تقدم لها شخصية تناسبها ونص يناسبها. قالت فتيحة وراد، أن المسلسلات الجزائرية لم تخرج من قوقعتها فهي تعالج المواضيع ذاتها، وتحافظ على شخصيات الأسرة من خلال الأب والأم، مضيفة أن الأسرة مهمة ولكن المجتمع ليس فقط هذه الأسرة ولكن هناك أمور أخرى يجب معالجتها، كالاغتصاب الذي انتشر مؤخرا وبكل أنواعه من الاغتصاب في الشارع إلى غاية الاغتصاب من قبل الزوج. وتطرقت وراد، إلى انعدام الجمهور المسرحي، مشيرة بذلك إلى الجمهور الذي شهده المسرح بألمانيا عندما عرضت مسرحية "خطيئة النجاح"، حيث ظنت في البداية أنها لن تحظى بجمهور بعد أن شاهدت القاعة فارغة، ولكنها بمجرد بدء العرض اندهشت للجمهور الغفير الذي يأتي عادة عشر دقائق قبل بداية العرض. وأضافت في سياق متصل، أن الجمهور قد تفاعل مع العرض وناقش الممثلين حول الموضوع وحول كل التفاصيل، ما جعلها تشعر أنها يجب أن تقدم أكثر في كل مرة، كما شعرت أن جهودها لم تذهب سدىَ. واستهجنت وراد، ما يقال للمثلين إذا ما أبدوا رغبة في العمل السينمائي حيث يسمعون الجملة نفسها وهي "أنتم ممثلون تلفزيونيون فقط"، في حين أن الممثل يتواجد في كل مكان يخص مهنته. موني بوعلام: المخرجون يتبنّون طاقات من الخارج أما الممثلة موني بوعلام، فقد انتقدت سياسة المخرجين الذين يقومون بإحضار الطاقات من الخارج سواء الممثلين أو التقنيين خاصة في مجال السينما، متسائلة من للطاقات المتواجدة بالوطن، كما أن المخرج هو من يصنع الفنان ويجعله نجما. وتابعت موني حديثها، بقولها أن العمل في القطاع الخاص مقيّد بمواضيع معينة فالممثلون ليسوا أحرارا ولا يمكنهم اقتراح مواضيع جريئة، مشيرة إلى أن المشكلة التي يعاني منها القطاع تكمن في "الاختيار"، وعندما يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب يصبح كل شيء سليما. وأكدت موني، على ضرورة التكوين للممثلين والفنانين والتقنيين وكذلك المخرجين حتى يتعرفوا إلى ما توصلت إليه التكنولوجيا، وحتى يعرفوا أيضا ما تريده أجيال اليوم، مشيرة إلى الدراما التركية والسورية التي واكبت العصر. وفي إجابة منها عن رضاها حول دورها الرئيسي في مسلسل "سحر المرجان" الذي تعرض للنقد، قالت موني أن النص قد أعجبها لكن طريقة التنفيذ لم تكن جيدة، كما أن الاختيار لم يكن صائبا لبعض الوجوه، مضيفة أنها لا تنتقد المخرج والتقنيين وهي تحترمهم وتحترم خبرتهم. وأكدت موني هي الأخرى، عن رفضها لأدوار كثيرة، فهي ترفض أن تعيد نفسها في أدوار متشابهة، ولا تريد أن يراها جمهورها في الطابع ذاته لذلك هي تريد التغيير حتى تكتشف بدورها طاقاتها. وتابعت موني، أن الفن الذي لا يعالج المواضيع الجريئة والطابوهات لا يعتبر فنا، غير أن الممثلين كلما اقترحوا فكرة ما تقابل بالرفض بحجة أننا مجتمع محافظ. وخلصت موني بالقول أنها تشجع الإنتاج الجزائري بنقائصه لكنها تتمنى أن يتحسن نحو الأفضل، مضيفة أنها وزملائها الفنانين يوصلون إحساسهم من خلال الشاشة مباشرة إلى قلوب جمهورهم.زينب بن سعيد