لا تزال العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية الموزعة بحي السيلاست ببني مسوس تعاني مرارة العيش داخل تلك البيوت التي تفتقر لأهم مؤهلات العيش. يعد حي السيلاست من بين أبرز الأحياء التي عرفت انتشارا واسعا للبيوت الفوضوية عبر إقليم بلدية بني مسوس، والذي عرف لوحده تواجد حوالي ألف بيت قصديري حسبما أكده رئيس البلدية خلال حديثه مع الجزائرالجديدة، التي كان لها حديث كذلك مع بعض قاطني هذا الحي الذين عبّروا عن تلك المعاناة التي يعيشونها داخل هذه البيوت التي تغيب عنها أهم ضروريات الحياة، فإلى جانب هشاشة هذه الغرف التي يقطنونها وما سببته من مشاكل بالنسبة لقاطنيها خاصة خلال فصل الأمطار، حيث يكثر تسرب كميات المياه إلى الداخل وتزداد معها حدة البرودة، مبدين عجزهم عن مواجهة هذا الوضع الذي يزداد تأزما خاصة في حالة غياب قارورات غاز البوتان التي يقل توزيعها أثناء فصل الشتاء هذا ما يضطرهم إلى تحمل شدة البرد داخل غرفهم، مشيرين في هذا الصدد إلى حجم المتاعب التي يتحملها أبنائهم الذين توقف معظمهم عن مزاولة الدراسة نتيجة الظروف القاسية، خلال بحثهم وحملهم لقارورات الغاز. وما زاد من معاناة هؤلاء هو الحالة الكارثية لطرق ومسالك الحي التي تزداد تدهورا خاصة خلال الأيام الممطرة، حيث تتحول إلى مجموعة من البرك والأوحال أين تصبح حركة السير عبرها جد صعبة، هذا على غرار مشكل قنوات الصرف الصحي وتراكم الأوساخ المترامية عبر أركان الحي وما يمكن أن تشكله من خطورة على صحة السكان، بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث منها، ونتيجة تواصل هذه الأوضاع أبدى سكان هذا الحي رغبتهم الشديدة في تحسين ظروف حياتهم من خلال توفير سكنات لائقة لهم.