تقول رواية من الروايات الواردة في سياق تسليط الضوء على ما يحدث في منطقة سيناء المصرية، إن العملية الفدائية التي قام بها فلسطينيون على الحدود، وانتهت إلى إصابة جنديين إسرائيليين، قد أصابت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالجنون، وعليه قام بتعويض إسرائيل عن هذا "المصاب الجلل"، وأمر بقتل ثلاثة وثلاثين جنديا مصريا، تبريرا لما سيقوم به بعد ذلك بخصوص تسليم أرض سيناء للإسرائيليين في خطة شيطانية. ليس بالضرورة، أن نبحث هنا عن نِسب الصحة من الخطأ في هذه الرواية، ولكن ما يحدث في أرض سيناء وعلى الحدود مع فلسطين، يفسر نفسه بنفسه، ويعطي معنى لهذا التفسير، خاصة وأن السيسي، ومنذ وصوله إلى السلطة في أعقاب إنقلابه الشهير على الرئيس محمد مرسي، تعامل مع غزة مثلما تتعامل أي " ضرة" مع ضرتها، واعتبرها منذ البداية "سرطانا" يجب إزالته! وكان واضحا أن السيسي جاء حاملا معه "ورقة طريق"، يجب أن ينفذها بالحرف الواحد. لست أنا من يقول إن السيسي، قد شرع فعلا في تنفيذ المخطط الخاص بتسليم أرض سيناء إلى الإسرائيليين ، ولكن أنقل هذا الكلام، عن أحرار مصر، الذين أبدوا رفضهم لبيع أرضهم الطاهرة المسقية بدماء الشهداء. منذ أن قام السيسي بانقلابه على الرئيس محمد مرسي، بدأ بتحضير أجواء تسليم جزء من سيناء إلى الصهاينة ليشرفوا بأنفسهم على التعامل مع نشطاء حماس، ربما ليرفع الحرج على السيسي وعسكره، حتى لا تقول العرب إن عسكر مصر وبأمر من كبيرهم يقتلون شعب غزة على المباشر، وفي مرحلة ثانية من مراحل تنفيذ المخطط الصهيوني، هاهو السيسي يأمر بتهجير شعب سيناء، بعد أن سمح بتواجد قوات إسرائيلية خاصة بالمنطقة، وسمح بمرور طائرات حربية إسرائيلية في سماء سيناء، وكل هذه التصرفات تأتي متناغمة مع طلب غريب توجه به إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو أن يترك فلسطين لليهود في مقابل تعويض الفلسطينيين بعشرات أضعاف الأراضي التي يتركونها في سيناء، ولكل هذه الأسباب، نقول للرجل .. خاف الله يا سيسي.. مصر وفلسطين ليستا ملكا لوالديك.