وبالرغم من الحنكة السياسية التي يتمتع بها الأمين العام للأفلان، عمار سعداني إلا أنه فشل في ترويض جناح عبد الرحمان بلعياط الذي ينادي ب " التغيير " ويرفض الاعتراف بسعداني وأتباعه الذي دخل هو الآخر في سباق مع الزمن من أجل عقد مؤتمر على المقاس لكن كلا الجناحان يتفقان على شرعية الرئيس ويعتبرانها خطا أحمرا, لا ينبغي تجاوزه. الحرب من أجل " التموقع " جعلت الكل يفشل في تشخيص" الوعكة الصحية " التي أصابت حزب السلطة منذ فترة, فالأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني يسير بالمنطق القائل " افعلوا ما شئتم، واتركوا الباقي علىّ " والدليل على هذا ما فعله مع من شقوا عصا الطاعة وأعلنوا الحرب عليه داخل المجلس الشعبي الوطني أما جناح عبد الرحمان بلعياط لازال ينتظر ردا من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعقد دورة طارئة من أجل انتخاب أمين عام جديد للأفلان، أما الجناح الثالث الذي يمثله عبد الكريم عبادة فيفضل طريقة النضال السري في الوقت الراهن بعد أن سحبت دعمها من عمار سعداني بعد أن أحست بالخيانة. مؤتمر " التأكيد "، اجتماع " التغيير "، مؤتمر " مصغر " ثلاثة أطروحات أضحت تسيطر على أزمة الأفلان وأصبح من الصعب جدا لملمة الفرقاء وازدادت الأوضاع سوءا حيث انتقلت الحرب القائمة بينهم إلى قبة زيغود يوسف بعد اتساع دائرة رافضي تواجد سعداني على رأس الأمانة العامة للأفلان. وبغض النظر عن كل هذه المعطيات يرفض عمار سعداني الاعتراف بوجود أزمة داخل حزبه، قائلا في تصريحات أدلى بها أمس الأول في لقاء نظم مساء أمس بفندق الأوراسي " لا وجود لأزمة داخل حزبي " حيث اتهم أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أمس، أطرافا بتدبير مؤامرة لإفشال تعديل الدستور، عبر ضرب استقرار حزبه والمجلس الشعبي الوطني، غير أنه توقع أن يتم التعديل في غضون الثلاثي الأول للعام المقبل.