شهدت ولاية تلمسان صبيحة أمس، تساقطا لأمطار طوفانية دامت أكثر من 05 ساعات، خلقت هلعا كبيرا وسط السكان خاصة سكان البيوت الهشة والمجاورة للوديان التي هجرها سكانها خوفا من تكرار سيناريو سنة 2008 . وتسببت الأمطار التي تساقطت بغزارة في تسرب المياه إلى السكنات المجاورة لوادي تاران وحي الزيتون ببلدية بن سكران 25 كلم شرق تلمسان، وهو ما خلق خوفا كبيرا وفوضى عارمة بعدما استرجع سكان المنطقة حادثة فيضانات وادي تاران الذي تسببت في مقتل سيدة وتشريد العشرات من المواطنين خلال شهر نوفمبر من سنة 2008، كما تسببت الأمطار الطوفانية نهار أمس، في غلق الطريق الرابط مابين الرمشي وبن سكران مرورا ببلدية عين يوسف بفعل ارتفاع مستوى المياه لأكثر من 30سم، أما بمنطقة الرمشي فقد عرف الطريق الوطني رقم 22 الرابط ما بين الرمشي وتلمسان انقطاعا على مستوى قرية التعاونية 13 كلم شمال تلمسان نتيجة الفيضانات والسيول التي غمرت الطريق وشلت الحركة بأكبر طريق يربط ما بين الشمال والجنوب وبين تلمسان ووهران . كما تسببت الفيضانات في غمر سكنات قرية سيدي ميلود 03 كلم شمال الرمشي، وبمغنية أكثر المناطق تضررا، غزت المياه التي ارتفع منسوبها بحي الشهداء وأولاد بن صابر، إضافة إلى قرى البطيم وأولاد بن صابر، حيث ارتفع المد المائي الذي عجل بمغادرة عشرات العائلات لمساكنها التي غمرتها المياه ، ونفس الشيء عرفته عدة أحياء بمدينة الغزوات. أعوان الحماية المدنية تدخلوا في عدة نقاط لنجدة سكان البنايات الهشة بأحياء بودغن والمدرس التي غمرتها المياه حسبما أكده مدير الحماية المدنية المقدم، كسال مالك، هذا وكشفت الأمطار التي استمرت في الهطول أكثر من 5 ساعات بغزارة، عيوب المجالس المنتخبة التي لم تقم بتهيئة قنوات التصريف خلال فصل الصيف، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في الطرق والشوارع. وأكثر من هذا فقد عاشت العشرات من العائلات القاطنة قرب الوديان حالة من الذعر والخوف خصوصا بقرية سيدي بونوار، أين توجد العشرات من السكنات الهشة التي تم بناؤها على ضفاف الوديان التي تحولت إلى مزبلة عمومية على غرار وادي دحمان. من جهة أخرى، استغلت العائلات المقيمة بسكنات قصديرية الفرصة للضغط على المسؤولين لترحيلهم من خلال إقامة تجمعات أمام البلديات والدوائر بمجرد توقف الأمطار مع اقتراب منتصف النهار، خاصة وأن تلمسان تحصى حوالي45 ألف بيت قصديري، في حين عادت الوديان النائمة بجنوب الولاية إلى الحركة على غرار وادي بعير ووديان العريشة، الأمر الذي أضحى يلوح بكارثة في الأفق.