بادرت وزارة الثقافة بتنظيم ندوة دولية حول صناعة الآلات الموسيقية، ودعت من أجل ذلك وخلال اليومين الأخيرين بمقر المعهد العالي للموسيقى أساتذة ومختصين من دول صديقة وشقيقة، بالإضافة إلى عدد من المختصين والمهنيين والحرفيين المحليين الجزائريين، بهدف التباحث والتشاور وتبادل الأفكار والآراء حول وضعية صناعة الآلات الموسيقية والطرق الكفيلة الواجب اتباعها للحفاظ عليها وترقيتها، وللتعريف أيضا بأهم المزايا الواجب توفرها لدى الحرفي صانع الآلات الموسيقية من دراية ومعرفة دقيقة ومهارة تقنية، ويأتي هذا اللقاء حسب كلمة وزيرة الثقافة التي قرأها بالنيابة عنها محمد سيدي موسى، لتثمين وترقية التراث المادي وغير المادي، والذي يعتبر الآلات الموسيقية أحد أهم عناصره، وقد حضر هذه الندوة ممثلين عن الوزارات المساهمة من قطاع التكوين والتعليم المهنيين، قطاع الصناعات التقليدية، إضافة إلى وزارة الثقافة. ومباشرة بعد افتتاح المعرض الخاص بصناعة الآلات الموسيقية المنظم في بهو الطابق الأول لمعهد الموسيقى، تم الشروع في المداخلات التي نظمها سمير لحول ممثلا عن وزارة الثقافة، فقد ذكر أول متدخل طريق بشيري وهو موسيقي أكاديمي أن هذا اللقاء يندرج ضمن المسار البيداغوجي، فحرفة صناعة العود مثلا هي موجودة بالجزائر لكن هي مهددة بالانقراض مع الزمن، لذا وجب القيام بعملية تشخيص، ومن الواجب التموقع عمليا ضمن ما هو حقيقي من أجل حماية هذه الحرفة، مما يطرح منذ اليوم وضع أرضية صلبة من أجل تطوير هذه الحرفة، وتساءل المتدخل حول الإشكالية العالقة والمتعلقة بالنظام الأساسي أو القانون الأساسي لحرفي العود، وهل هو راجع أي القانون وتابع لوزارة الصناعات التقليدية أم الثقافة أو التكوين المهني، ومن جهته ذكر القادم من سورية الشقيقة ابراهيم السكر أنه مقتنع أن الآلة الموسيقية هي جد حساسة خلال عملية صنعها، والصناع والحرفيون يستعملون مجموعة من الوسائل الخاصة من أجل تحضير عشرات القطع التي تؤلف الآلة الموسيقية العود، وإذا كان في الماضي الحرفيون مجبرين على التعامل مع التقنيات القديمة المتوارثة فاليوم ظهرت وتطورت تقنيات جديدة هي مستعملة وهو نفسه يستعملها كالليزر الذي يقوم عن طريقه بعمليات التقطيع والاعتماد أيضا على الكمبيوتر، ومن جهته فإن تيرسان عبد القادر عاد إلى ذكر تجربته الجزائرية ضمن مجال التكوين للحرفيين والمهنيين وصناعة العود، وهو الذي يحمل رصيد 30 سنة من التجربة، هذا المتخصص لديه قناعة أنه أضحى من الضروري السعي إلى لا مركزية صانعي الأدوات الموسيقية، وذلك بالقيام بعملية جرد كامل المهنيين وطنيا وهي طريقة الهدف من ورائها توعية المعرفة المتبادلة وخلق شراكة متبادلة، ويجدر الذكر أنه على هامش الندوة جري معرض للآلات الموسيقية التقليدية، يشارك فيه جزائريون وأجانب، من بينهم ترسان عبد القادر،تليلي بلقاسم من ورقلة، وخليدة بلهابية من المغرب، وابراهيم السكر من سوريا وبلمشري محمد من الأغواط، وخلال جلسة المساء تناول الكلمة كل من كوسي ماولولو من الطوغو وتحدث عن صناعة الآلات النفخية، تلاه السيد جورج الورو من فرنسا ليتحدث عن ابتكارات في مجال صناعة الآلات الموسيقية.