إستغربت نائب رئيس جمعية نجدة لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، بكة زهية، ''سر'' الندرة المتواصل في لقاح ''أمينو غلوبين'' الذي يقدّم للمولود بعد أقل من 6 ساعات من ولادته إذا كانت والدته حاملة لفيروس التهاب الكبد الفيروسي (ب)، إضافة إلى نقص دواء ''أونتي كافير'' وهو أحد الأدوية المضادة لنفس الفيروس· وكشفت المتحدّثة أن الندرة في لقاح الأطفال المضاد لفيروس التهاب الكبد الفيروسي (ب) يعود إلى أزيد من ثلاث سنوات ''رغم مراسلاتنا واحتجاجنا على هذه الندرة إلا أن المشكل ما يزال مطروحا''، مشيرة إلى أن الصيدلية المركزية تقدمت بطلب لجلب هذه اللقاحات إلا أنها تدخل بكميات محدودة جدا· وأوضحت السيدة بكة، وهي رئيس جناح الرجال بمصلحة أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى مصطفى باشا في العاصمة، أن المرأة الحاملة لفيروس التهاب الكبد (ب) تنقله إلى جنينها، ومن أجل الحد من نشاط الفيروس في جسم المولود وتفادي تطوره إلى مرض يجب تلقيحه ب ''امينو غلوبين'' بعد أقل من ست ساعات من ولادته، مشيرة إلى أن اللقاح لا يقي هذا الجنين من حمل الفيروس، ولكن يجعله خاملا· ودعت في السياق نفسه الأطباء المتابعين لحالات الحوامل المصابات بهذا الفيروس، إلى طلب توفير اللقاح شهور قبل ولادة المرأة بدل التسبّب في مشكل لأهل المرأة في آخر لحظة ووضع صحة المولود في خطر· أما بالنسبة لدواء ''أونتي كافير''، فقالت المتحدثة إنه يعرف ندرة وانعداما في مستشفيات العديد من الولايات نتيجة التأخر في تقديم الطلبيات للحصول عليه، خاصة وأنه لا يباع في الصيدليات ويتزود به المريض من المستشفى فقط ''من المفروض أن تقدم الصيدلية المركزية طلب التزود بالدواء قبل انتهاء كل المخزون لتفادي الوقوع في الندرة، ما قد يتسبب في تدهور صحة المريض''· ووصفت المتحدثة الأطباء وخاصة المختصين في جراحة الأسنان وتقنيي الصحة المختصين في تصفية الدم ب ''عديمي الضمير'' لعدم اتباع شروط النظافة والتعقيم في عياداتهم، وهو أحد الأسباب المباشرة في انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي، موضحة أنهم ''يوظفون أشخاصا غير مؤهّلين في عياداتهم وفي كثير من الأحيان شباب وشيوخ ليس لديهم أدنى مستوى، يشرحون لهم كيفية تنظيف الأدوات بصورة سطحيّة ويكون عملهم في آن واحد استقبال المرضى والتمريض''· وأضافت المتحدثة أن الأطباء مطالبون بتوظيف ممرّضين مؤهلين في التعقيم وإتباع البطاقة التقنية لتعقيم كل أداة أو جهاز ذو علاقة مباشرة مع الدم التي تتضمن وقت وكيفية التعقيم، داعية إياهم إلى اعتماد طريقة التعقيم بالبخار الندي بدل الطريقة التقليدية المتبعة، وهي التعقيم بالبخار الجاف الذي لا يقضي على كل البقايا، موضحة أن فيروس التهاب الكبد الفيروسي (س) يمكنه العيش 48 ساعة بعد التعقيم باعتماد الطريقة التقليدية والتهاب الكبد الفيروسي (ب) يستطيع العيش لمدة 7 أيام ''ولكم أن تتصوروا كم مريضا يمكن أن تصيبه العدوى في هذه المدة''، كما أشارت المختصة إلى أن المستشفيات تعتبر مكانا خصبا لانتشار العدوى بين المرضى نتيجة عدم احترام تعليمات البطاقة التقنية خلال التعقيم ونقص المعدات· من جهة أخرى، استاءت السيدة بكة من توجه بعض الأطباء المختصين في الأمراض المعدية لعلاج مرضى التهاب الكبد الفيروسي، مؤكدة أن هذا المرض لا علاقة له باختصاصهم وإنما من اختصاص أطباء أمراض الجهاز الهضمي ''وسجلنا إصابة العديد من المرضى ممن عولجوا على يد أطباء الأمراض المعدية بالعمى، لأنهم لم يوجهوهم إلى أطباء العيون لتفادي الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولونها''، مشيرة إلى أن طبيب الجهاز الهضمي يعمل بالتّنسيق مع مختصين آخرين لتجنب آثار الدواء على باقي أعضاء الجسم·