قدم العرض المسرحي "يوغرطة" أول أمس، وهو إنتاج جديد للجمعية الثقافية للمسرح الجديد من يسر لولاية بومرداس، بعد أن اختير من قبل لجنة القراءة لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015. مسرحية "يوغرطة" لعبد الرحمن مضوي، قام بإخراجها عبد الرزاق قوادري هباز، بمشاركة مجموعة من الفنانين المحترفين الذين وفقوا في تجسيد الأدوار رغم صعوبتا، لكونها أدوار لشخصيات تاريخية لها وزنها وهيبتها، ولكن المخرج وفق في توزيع الأدوار واختيار الممثلين وهذا ما إتضح عبر أحداث المسرحية التي استغرقت مدتها الزمنية فوق الركح الساعتين، إلا أن الجمهور تابعها بكل حماس. أحداث المسرحية كانت من النوع التراجيدي الدرامي، جسدت شخصية تاريخية مهمة في تاريخ نوميديا، يوغرطة الذي قاد المقاومة ضد روما بكل قوة وشجاعة رفقة جنوده الذين كانوا أوفياء لنوميديا وحريتها، هذا الجيش الذي الحق بالعدو الرماني خسائر كبيرة وكان على وشك كسب الحرب، لولا الخيانة التي تعرف في التاريخ أنها في اغلب الأحيان سببا في سقوط الزعماء، والتي تعرض لها يوغرطة من اقرب الناس إليه، ممن طعنوه وطعنوا وطنهم، وكانوا ضحية الدسائس والمكر والحيلة التي اعتمدتها روما لتستميل اقرب الناس إلى قلب يوغرطة صديقه وذراعه الأيمن، ووالد زوجته اللذان التحقا بصف الخائنين، وقاموا في الأخير بتسليمه للعدو، لتكون نهايته الاستسلام ووضع السلاح وخسارة المعركة، هي نهاية قصة بطل حر، دافع عن وطنه وشرفه ببطولة سجلها له التاريخ في سجل العظماء، وختم عليها أبطال نوميديا. وأشار رئيس الجمعية الثقافية للمسرح الجديد عبد الغاني شنتوف، أن جمعيته ومنذ تأسيسها اعتمدت وركزت على تكوين الممثلين والمخرجين ما أعطا فرصة لعدد كبير من الشباب الموهوبين من أجل الاستفادة من المشاركة في عدة أعمال مسرحية قامت الجمعية بإنتاجها، وهو ما ساعدها أيضا على اكتشاف عدة مواهب، وتكوين فرق مسرحية عديدة، وهذا وأضاف المتحدث ما جعل الجمعية تعرف مسارا حافلا بالنجاحات من خلال مشاركاتها في عدة مهرجانات وطنية ودولية، لتقوم بتشريف الجزائر من خلال حصولها على عدة جواز في الكثير من هذه المهرجانات. وعن المسرحية قال أن إنتاج عرض يوغرطة كان بمثابة هدية لروح كاتبها عبد الرحمان مضوي الذي كان يأمل أن يرى نصه فوق الخشبة، ولكن لم يحالفه الحظ حيث فارق الحياة قبل ذلك. وعن ظروف إنتاجها أشار المتحدث أنها لم تكن سهلة لضيق الوقت وصعوبة المسرحية لكونها تاريخية تسرد فترة مهمة من تاريخ بلادنا، ولكن رغم ذلك تمكن من تجسيد النص والعمل على إخراجه فوق الركح بمستوى يليق باسم القائد يوغرطة من خلال اختيار الممثلين والعمل على انجاز ديكور يرمز للأرض والتاريخ والتمسك بالجذور من خلال اختيار واستعمال الألوان التي ترمز إلى ذلك.