احتضن المسرح الجهوي لقسنطينة أول أمس العرض المسرحي "يوغرطة" وهو إنتاج جديد للجمعية الثقافية للمسرح الجديد من يسر لولاية بومرداس، بعد أن قدمت العرض الشرفي نهاية الأسبوع الفارط على ركح المدينة العتيقة. مسرحية "يوغرطة" لعبد الرحمن مضوي والتي قام بإخراجها عبد الرزاق قوادري هباز، بمشاركة مجموعة من الفنانين المحترفين الذين وفق في تجسيد الأدوار رغم صعوبتا لكونها أدوار لشخصيات تاريخية لها وزنها وهيبتها، ولكن المخرج وفق في توزيع الأدوار واختيار الممثلين وهذا ما التمسناه من متابعة أحداث المسرحية التي رغم مدة الزمنية إلي فاقت الساعتين إلا أن الجمهور تابعها بحماس، حيث قدمت الجمعية ثلاث عروض متتالية عرفت حضور مميز وغفير لجمهور المسرح الذي يتابع فعاليات التظاهرة التي تحتضنها مدينة الصخر العتيق والتي تتوج كعاصمة للثقافة العربية. أحداث المسرحية التي كانت من النوع التراجيدي الدرامي جسدت شخصية تاريخية مهمة في تاريخ نوميديا، يوغرطة الذي قاد المقاومة ضد روما بكل قوة وشجاعة رفقة جنوده الذين كانوا أوفياء لنوميديا وحريتها، هذا الجيش الذي الحق بالعدو الرماني خسائر كبيرة وكان على وشك كسب الحرب، لولا الخيانة التي تعرف في التاريخ أنها في اغلب الأحيان سببا في سقوط العظماء والتي تعرض لها يوغرطة من اقرب الناس لها الذين طعنوه وطعنوا وطنهم، وكانوا ضحية الدسائس والمكر والحيلة التي اعتمدتها روما لتستميل اقرب الناس إلى قلب يوغرطة صديقه و ذراعه الأيمن، ووالد زوجته اللذان التحقا بصف الخائنين، ويقوموا باستلامه إلى العدو وتكون نهايته الاستسلام ووضع السلاح وخسارة المعركة، لتكون نهاية قصة بطل حر، دافع عن وطنه وشرفه ببطولة سجلها له التاريخ في سجل العظماء، وختم عليها أبطال نوميديا. وفي تصريح خاص أشار رئيس الجمعية الثقافية للمسرح الجديد" عبد الغاني شنتوف أن جمعيته ومنذ تأسيسها اعتمدت وركزت على تكوين الممثلين والمخرجين مما أعطا فرصة لعد كبير من الشباب الموهوبين من أجل الاستفادة من المشاركة في عدة أعمال مسرحية قامت الجمعية بإنتاجها، مما ساعدها على اكتشاف مواهب وتكوين فرق مسرحية عديدة، وهذا كما أضاف المتحدث ما جعل الجمعية تجوب مسار حافل بالنجاحات من خلال مشاركاتها في عدة مهرجانات وطنية ودولية لتقوم بتشريف الجزائر من خلال حصولها على عدة جواز بعد مهرجانات. وعن المسرحية قال أن إنتاج عرض يوغرطة كان بمثابة هدية لروح كاتبها عبد الرحمان مضوي الذي كان يأمل أن يرى نصه يرى النور ويجسد على الركح، ولكن لم يحالفه الحظ حيث فارق الحياة قبل ذلك. وعن ظروف إنتاجها أشار المتحدث أنها لم تكن سهلة لضيق الوقت وصعوبة المسرحية لكونها تاريخية تسرد فترة مهمة من تاريخ بلادنا، ولكن رغم ذلك تمكنا من تجسيد النص والعمل على إخراجه على الركح بمستوى يليق باسم القائد يوغرطة من خلال اختيار الممثلين والعمل على انجاز ديكور يرمز للأرض والتاريخ والتمسك بالجذور من خلال اختيار واستعمال الألوان التي ترمز إلى ذلك.