أعرب باحثون بالجزائر العاصمة، عن مخاوفهم، جراء التدهور التدريجي للتنوع البيئي الذي يخضع لتهديدات "جدية " بسبب الاستغلال المفرط لها. وقال الباحث بكلية العلوم البيولوجية بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا صحراوي بن سعيد، إن التنوع البيئي، يخضع لتهديدات "جدية" بسبب التدهور الذي يشهده والناتج عن ممارسات سيئة لاستغلال الفضاءات وتسييرها من طرف الإنسان. وفي دراسة له، حول النباتات الطبية عند طوارق منطقة الهقار، كشف المتحدث عن تهديدات أخرى، على غرار الاستغلال المفرط للنباتات بسبب الإنتاج التجاري للخشب والفحم والجمع العشوائي للنباتات الطبية وتلك الخاصة بالعلف والتقنيات الفلاحية غير اللائقة، إضافة إلى الممارسات غير الملائمة في مجال السياحة. من جهة أخرى، ركز الباحث على تطوير تسويق هذه الموارد بشكل معتبر، سيما تجاه أسواق البلدان المجاورة "مالي، النيجر وليبيا " أفضى إلى بروز ظاهرة الاستغلال المفرط". من جانبه، حدد رشيد مدور من كلية العلوم البيولوجية والعلوم الزراعية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، تهديدات أخرى وأشار إلى أن مخابر طلبت منه عينات من نباتات حظيرة جرجرة للقيام بتحاليل، وأن الكميات المطلوبة قد تؤدي إلى اندثارها، وهناك خسائر أخرى، تتسبب فيها الفلاحة بفعل استعمال أسمدة ومبيدات تعرقل نمو هذه النباتات التي يمكن استخراج مواد ضرورية منها. وأوصى الباحثان، بإيجاد كيفيات غير مدمرة عند اقتطاع هذه النباتات ودعيا إلى استحداث حدائق مخصصة لهذه الزراعة، وأكدا على إجراء بحوث علمية على العديد من النباتات، حتى يتسنى تموين السوق بمواد ناتجة عن هذه البحوث عوض الاستمرار في استيرادها. وحسب الباحث رشيد مدور، يوجد 4000 نبتة في الجزائر، ويمكن تسويق واستعمال 600 نبتة منها في المجال الطبي. وقال عبد المالك بلخيري، وهو أستاذ بالمخبر الصيدلاني بكلية الطب بقسنطينة، إن استعمال النباتات الطبية بالجزائر، يندرج في إطار الطب التقليدي، غير أنه لا يوجد أي إجراء تنظيمي لدعم الاستعمال الرسمي للعلاج الصحي والنباتات التقليدية في مجال العلاج، وأوضح أن أكثر من 35 ألف نبتة تستخدم عبر العالم في صناعات مختلفة، على غرار الصيدلة وفي مجال الأعشاب ومواد التجميل وغيرها، وقد بلغت قيمة السوق العالمية للنباتات العطرية 64 مليار دولار في سنة 2011، فيما قدرت السوق العالمية للأدوية ذات مصدر نباتي بحوالي 33 مليار في سنة 2013.