تنطلق أشغال المؤتمر الدولي حول "الإعلام الديني" الإثنين بقاعة المحاضرات بن شهيدة بجامعة مستغانم، وتدوم يومين. تنظم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع مخبر دراسات الإعلام والاتصال بالجامعة المذكورة هذا الملتقى، ضمن فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، إذ سيعرف ال28 ماي يوما دراسيا إضافيا بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة حول نفس الإشكالية، سيحضر الملتقى أساتذة ودكاترة من مصر، السودان، الأردن، السعودية والبلد المنظم الجزائر. وعن إشكالية الملتقى، يرى المنظمون أن العالم يشهد اليوم ثورة اتصالية وإعلامية حولته إلى أكثر من قرية كونية، أين أصبحت وسائل الإعلام من أكثر المنابر تأثيرا في السلوكيات وبناء للتصورات وتشكيلا للاتجاهات تعكس رغبة الإنسان الدائمة في إيصال أفكاره بكافة الوسائل المتاحة. ولما كان الإسلام دين دعوة وإعلام بطبيعته ورسالة شاملة تستغرق كافة مجالات الحياة، كانت الحاجة ماسة إلى ظهور الإعلام الديني الذي يمثل فاعلية الصدارة في بناء الإنسان والجمعية البشرية مستمدا مبادئه المنهجية وضوابطه الشرعية من روح الشريعة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي أحسن. وتسجل تجربة الإعلام الديني منذ البعثة المحمدية بأشكالها المختلفة حضورا لافتا ضمن تطور التواصل الإنساني لا يمكن التغاضي عنه خاصة في السنوات الأخيرة في ظل الانفتاح الإعلامي، ما أثار العديد من التساؤلات البحثية حول طبيعة هذا الإعلام وواقع فاعلية رسالته عبر الوسائل المختلفة على المستوى الفردي والمجتمعي ومدى بلوغ الطموحات التي تصنع المغايرة والاختلاف في الوقت الذي تحولت فيه وسائل الإعلام الحديثة إلى معاول للهدم والاغتراب الديني والثقافي داخل الأمة، وتظليل للرأي العام خاصة الغربي بتشويه صورة الإسلام، ما يزيد من مسؤولية الإعلام الديني في تفعيل استراتيجياته من خلال تقديم البدائل بأساليب مبتكرة تجعله أكثر تأثيرا وفاعلية حيث قضت بذلك تعاليم الإسلام. إن الخوض في بحث الإعلام الديني من خلال هذا الملتقى يقصد منه البحث في مكامن القوة والضعف ضمن الطبيعة الأصيلة لهذا النوع من الإعلام الذي يستدعي بواعث الدراسة ضمن منطق الدعوة الإسلامية والإعلام الرسالي الهادف الذي يضطلع إلى الإصلاح وعلاج للمشكلات وقضايا الأمة بتقديم الإسلام كمنهاج أخلاقي سلوكي وحضاري في محاولة لرسم آفاق المستقبل للمؤسسات الإعلامية الدينية لأداء ادوار أكثر ايجابية. ويتناول الملتقى محاور عدة، منها المدخل المفاهيمي للإعلام الديني، والمفاهيم المقاربة له وماهية الإعلام الديني، أزمة المصطلح، نشأة الإعلام الديني، وفي محور فلسفة الإعلام الديني، يتطرق الملتقى إلى، خصائص الإعلام الديني، وظائفه وأهدافه على المستوى الفردي والمجتمعي، مسؤولية الإعلام الديني في الدعوة الإسلامية، أهمية الإعلام الديني في خدمة قضايا الأمة الإسلامية، منهج ومبادئ الإعلام الديني. في محور تحديات الإعلام الديني يتطرق المحاضرون إلى البحث في الواقع والمشكلات، التحديات الاستشراق، التغريب عبر وسائل الإعلام، العولمة، الاستعمار، التراجع الحضاري، وأهم المشكلات المتعلقة ب قلة التمويل، ضعف الأداء، قلة الكوادر المؤهلة، غياب الخطط والاستراتيجيات، واقع الخطاب الديني في وسائل الإعلام والبرامج الدينية، واقع الإعلام الديني بالجزائر، وفي محور طموحات وآفاق الإعلام الديني، تدرج أهم التجارب الرائدة في الإعلام الديني الناطق بالعربية وغير العربية محليا، إقليميا ودوليا، نظرة تقييمية لعمل الإعلام الديني الخطابة، الوسائل المكتوبة، السمعية، الفضائيات، مواقع الانترنت، العمل على تحديث أسس وإستراتيجية فاعلة للإعلام الديني.وفي محور الدراسات المرتبطة بالإعلام الديني، يتم تناول واقع الدراسات الإعلامية للإعلام الديني نظرية، ميدانية، كمية ونوعية، أفق الدراسات المرتبطة بالإعلام الديني تعدد الوسائل والمناهج.