مع أول جمعة في رمضان، يعتلي العشرات من الأئمة والوعاظ "مغاربة وجزائريون"، منابر مساجد أوروبية، خاصة في فرنسا أين تتواجد أكبر جالية للبلدين، لاستكمال "مهمة خاصة"، تبدأ سنويا مع حلول الشهر الفضيل. وتتمثل مهمة رجال الدين الموفدين من قبل البلدين، في شكل " عادة" أصبحت تأخذ أبعادا تنافسية، مهمة الوعظ والإرشاد وإمامة المصلين، خاصة في صلاة التراويح التي يرسل البلدان لأجلها كل عام مئات الأئمة إلى أوروبا، في محاولة لتزكية الروح الإيمانية للمسلمين الجدد والمهاجرين، والتي تزداد لدى المسلمين عامة خلال شهر رمضان. بيد أن هذه المهمة أصبح لها أبعاد جديدة، مع ما يشهده العالم من تطورات، فصارت تهدف إلى "الترويج" لخطاب ديني معتدل يكافح التطرف، ويكبح ظاهرة انضمام عدد من المسلمين الأوروبيين إلى تنظيم "داعش"، وفي هذا السياق، تحاول سلطات البلدين تسويق نموذج مغاربي في التدين، ينبني على الانفتاح والتسامح، خصوصا في ظل وجود نماذج أخرى من التدين في أوروبا مثل الوهابية والسلفية والتشيع، وفي ظل معطيات تشير إلى أن عدد الملتحقين بتنظيم "داعش" من أوربا، يفوق الملتحقين من دول إسلامية، ما يمثل مفارقة على اعتبار أنهم يعيشون في بلدان متقدمة، إلا أن ضعف تكوينهم الديني يسهل استقطابهم من قبل الجماعات المتطرفة. وينتقد ملاحظون، ما يصفونه ب"ضعف البنية التحتية" المرتبطة بالشأن الديني التابعة للدول المغاربية بالدول الأوروبية، كمراكز البحث المتخصصة في الشأن الديني على سبيل المثال، بينما إيران، لديها مجموعة من مراكز البحث والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، بالإضافة إلى عشرات المجلات والكتب والمواقع التي تروج للمذهب الشيعي بأوروبا. وقبيل شهر رمضان بيومين، وصل إلى العاصمة الهولندية أمستردام 53 من الأئمة المغاربة، في إطار سلسلة بعثات هذا العام، تركز مهامهم الأساسية على محاربة التطرف ببعض الدول من خلال خطاب ديني معتدل"، وهي مبادرة تهدف إلى ملء الفراغ الذي يمكن أن يكون موجودا في بعض مساجد أوروبا، من خلال إلقاء الخطب والدروس الدينية في مواقيت مختلفة، بعد صلاة العصر وقبل صلاة العشاء وبعد صلاة التراويح، وفي بعض المساجد بعد صلاة الفجر، إلا أن الحضور الكبير للجاليات يسجل قبل صلاة العشاء وبعد صلاة التراويح.