حرر كوماندوس من حركة طالبان مئات المعتقلين الذين يشتبه بأنهم مقاتلون اثر هجوم دموي على سجن بوسط البلاد وبفضل نفق بطول كيلومتر حفر منذ عدة اشهر لتسهيل عملية الفرار الجماعية هذه. والعملية التي استهدفت السجن بولاية غزنة تذكر باخرى مماثلة تمت في 2011 حين قام كوماندوس من طالبان بتحرير 500 مقاتل في ولاية قندهار، معقل التمرد وهو ما وصفته السلطات المحلية انذاك بانه "كارثة" امنية. وقال مساعد حاكم ولاية غزنة محمد علي احمدي لوكالة فرانس برس انه في وقت باكر صباح أمس "هاجم ستة من متمردي طالبان يرتدون بزات عسكرية سجن غزنة حيث فجروا اولا سيارة مفخخة امام البوابة ثم اطلقوا صاروخ ار بي جي قبل ان يقتحموا السجن". وتابع احمدي ان 352 معتقلا على الاقل لاذوا بالفرار فيما اعلنت وزارة الداخلية ان العدد يقارب ال400 بدون ان تتمكن من توضيح هوية المعتقلين الذين تم تحريرهم. واشار مسؤولون اخرون الى ان هذا الهجوم الواسع النطاق اوقع اربعة قتلى من عناصر الشرطة الافغانية وسبعة جرحى. وأشار باز محمد همت مسؤول المستشفى المدني في غزنة ان 14 جريحا هم 10 عناصر من الامن واربعة سجناء نقلوا الى المستشفى للعلاج. وسارعت حركة طالبان الى تبني الهجوم مؤكدة نقل عشرات المعتقلين الى مناطق خاضعة لسيطرتها. واعلن المتحدث باسم الحركة في بيان "نفذت هذه العملية الناجحة" في وقت مبكر أمس مشيرا الى ان السجن "سقط تحت سيطرة" المتمردين في ختام ساعات من المعارك. واضاف ان المعتقلين وكلهم من المتمردين وبينهم مئة قائد بحسب التمرد الاسلامي، سلكوا بعدها نفقا "بطول كلم" حفروه على مدى "خمسة اشهر" بهدف الفرار من السجن. وتابع "في هذه العملية اطلق سراح 400 شخص من مواطنينا، كلهم ابرياء. ونقلوا الى مناطق خاضعة لسيطرة المجاهدين". وعادة ما تبالغ حركة طالبان في بياناتها وتحور الوقائع. وهذا الفرار الجماعي ياتي في وقت كثف فيه المتمردون هجماتهم ضد القوات الحكومية والاهداف الاجنبية على امل ترسيخ سلطة قائدهم الجديد الملا اختر منصور الذي لم يحظ تعيينه سريعا باجماع ضمن التمرد، بحسب ما يرى محللون. وخلف الملا منصور رسميا الملا عمر بعد اعلان وفاته في نهاية جويلية، اثر عملية "سريعة جدا" "وغير توافقية" ندد بها بعض القادة الذين ياخذون على الملا الجديد قربه من باكستان. وامام هذا الغضب، دعا الملا منصور عدة مرات الى "الوحدة" في صفوف طالبان التي اطلقت محادثات سلام مع الحكومة الافغانية تحت اشراف باكستان مع شن هجوم صيفي عنيف جدا في كل انحاء البلاد. وأبقى الملا منصور نواياه بالنسبة لمحادثات السلام غامضة داعيا قواته الى عدم تصديق "دعاية العدو" حول هذه المفاوضات فيما شنت طالبان سلسلة هجمات دامية في وسط العاصمة كابول. والرئيس الافغاني اشرف غني الذي نأى بنفسه عن سياسة سلفه حميد كرزاي عبر بدء تقارب مع باكستان في محاولة لاقناع المتمردين بالانضمام الى عملية السلام، اتهم منذ بدء الهجمات في كابول، اسلام اباد بانها مرتبطة بموجة العنف هذه وهو ما نفته السلطات الباكستانية. وفي باكستان المجاورة، اطلقت حركة طالبان المحلية سراح مئات المتمردين في السنوات الاخيرة في هجمات منظمة ضد سجون في شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود مع افغانستان. وتواجه قوات الامن الافغانية المنتشرة على عدة جبهات موسمها القتالي الاول دون دعم كامل من قوات الحلف الاطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة. وانهى الحلف الاطلسي مهمته القتالية في افغانستان في ديسمبر وسحب القسم الاكبر من قواته الا ان 13 الف عنصر لا يزالون في افغانستان حيث يقومون بمهام تدريبية على مكافحة الارهاب.