لم يجد رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي حرجا في التحامل اتهامات مباشرة للجزائر بعرقلة تسوية مشكلة الصحراء الغربية في وقت سارع فيه لتدارك عدم منطقية اتهاماته بتجديد أسفه بشأن إغلاق الحدود المشتركة بين الجارتين المغرب والجزائر. وقال الفاسي في اتهاماته المغرضة التي أطلقت من فرنسا، أن الجزائر هي المتسببة في عدم التوصل إلى حللموضوع الصحراء الغربية وتفضيل الوضع القائم وتسليح منظمة " البوليساريو" والحيلولة دون تفعيل اتحاد المغرب العربي. وجاءت تصريحات رئيس الوزراء، ظهر أول أمس في إطار مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره، فرنسوا فيون، في مقر رئاسة الوزراء الفرنسية عقب توقيع 11 اتفاقية تعاون ثنائي أبرزها في ميدان الطاقة النووية السلمية، وتم كل ذلك بمناسبة اللقاء العاشر للجنة الثنائية عالية المستوى التي تلتقي سنويا بإشراف رئيسي حكومة البلدين، وشارك في اجتماعات الأمس، إلى جانب فيون والفاسي 15 وزيرا من الجانبين بينهم وزراء الخارجية والاقتصاد والطاقة والعمل. من جهته استغل الفاسي، ظرف رده على سؤال حول الأجندة الدبلوماسية الدولية بخصوص موضوع الصحراء، ليوجه من خلاله انتقاده للجزائر، مدعيا أنها ومنظمة "البوليساريو" تسعيان إلى إبقاء الوضع القائم على ما هوعليه، وتمادى الفاسي أكثر من ذلك عندما قال إن سلاح المغرب في الصحراء هو" بناء وتحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير الحقوق الاجتماعية والسياسية "، وزعم أن "سلاح الجزائر هوشراء السلاح " "للبوليساريو" واستغلال كل عائدات الجزائر من النفط والغاز من أجل الدعاية ودعم (البوليساريو) على حساب تنمية الجزائر وحاجات شعبها ". وشدد رئيس الوزراء المغربي، الذي التقى عصرا الرئيس " نيكولا ساركوزي"، على الحاجة إلى ما اسماه بالحل السياسي العادل في إطار المقترحات المغربية التي رفعت إلى مجلس الأمن عام 2007 بما يحافظ على العلاقات الصداقة والأخوة مع الجزائر ومن أجل تسهيل بناء اتحاد المغرب العربي على حد قوله. وجدد الفاسي أسفه لإغلاق الحدود المشتركة مع الجزائر منذ عام 1995، وتساءل عن كيفية بناء المغرب العربي بينما الحدود المغربية - الجزائرية مغلقة، مما يعيق حركة الناس والبضائع.