وصفت المنظمة غير الحكومية "إنترناشيونال كرايزيس غروب" الجزائر بالطرف الرئيسي والضروري من أجل ضمان الاستقرار في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. وقال المركز الذي يتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا له، في آخر تقرير له والذي نشر أول أمس الإثنين: "في ظل حالة اللا أمن التي تعاني منها منطقة شمال إفريقيا، وفي ظل التدخل الأجنبي وحالة الاستقطاب التي تعاني منها المنطقة.. تبقى الجزائر وباعتبارها بلدا يشجع على الحوار ويعتقد بأن أفضل آلية لدعم الاستقرار هو تقوية الدول حتى تكون قادرة على فرض الاستقرار، من بين الدول التي يجب أن يكون لها أدوارا إقليمية". وتتبع المركز دبلوماسية الجزائر، مؤكدا بأن عودتها للعب دور إقليمي بعد انكفائها على ذات، بسبب الأزمة الأمنية التي ضربتها في عشرية التسعينيات، من شأنه أن يساعد على جلب الاستقرار لمنطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، مشيرا إلى أن أسلوب الجزائر في البحث عن الحلول الوسط من أجل جلب الاستقرار لجيرانها، يساعد النظام الدولي على مواجهة التحديات التي أحدثتها ثورات ما يسمى "الربيع العربي"، كما جاء في التقرير. وتحدث "إنترناشيونال كرايزيس غروب" عن سياسة الجزائر الخارجية مع كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوربي، مشيرا على الدور الذي يلعبه وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، والذي ساهم بحسب التقرير في إعادة الحيوية للدبلوماسية الجزائرية، بشكل جعلها نقطة محورية في العلاقات بين دول المنطقة التي تعيش على وقع اضطرابات. وهنا أشار التقرير إلى الدور الذي لعبته الجزائر في حل الأزمة المتعددة الأبعاد التي تعيشها مالي، وكذلك مساهمتها الفعالة في إيصال فرقاء الأزمة الليبية إلى تشكيل حكومة ائتلافية بعد قتال شرس بين مختلف الأطراف، غير أن هذا المدح لم ينسحب على الوضع الداخلي للبلاد، بسبب تعثر الإصلاحات السياسية، التي لا تزال تنتظر الوثيقة النهائية للدستور.