دعا وزير الدفاع الأميركي «ليون بانيتا» الاثنين دول المغرب العربي ليبيا، تونس،الجزائر، المغرب وموريتانيا، إلى «تطوير مجهود إقليمي قوي لمجابهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وللتأكد من عدم امتلاك (التنظيم) قاعدة يشن انطلاقا منها عمليات إرهابية في المنطقة أو في أجزاء أخرى من العالم». أعلن بانيتا خلال زيارته الاثنين إلى تونس، استعداد واشنطن لمساعدة الجيش التونسي على تطوير قدراته العملياتية والاستخباراتية للتصدي لتنظيم القاعدة، مشيرا إلى أنه يؤيد رفع مثل هذا التعاون مع دول المغرب العربي. وأجرى وزير الدفاع الأميركي محادثات مع الرئيس التونسي «منصف المرزوقي» ورئيس الحكومة «حمادي الجبالي» ووزير الدفاع «عبد الكريم الزبيدي». وأكد بانيتا «هناك مجالات معينة يمكن أن نساعد فيها (التونسيين) على تطوير نوعية العمليات والاستخبارات التي تساعدهم بشكل فعال في التصدي لتهديد» تنظيم القاعدة. وأضاف أن واشنطن مستعدة أيضا لمساعدة الجيش التونسي على المستوى «المؤسساتي» (دعم وسائل التخطيط والممارسات الجيدة)، مثنيا على «الدور الإيجابي» الذي لعبه الجيش التونسي منذ «الثورة» التي اطاحت ببن علي. وذكر بانيتا بأن الجيشين الأميركي والتونسي كانا «شريكين منذ مدة طويلة». من ناحيتها أعلنت الرئاسة التونسية في بيان، أن بانيتا أكد خلال محادثات مع الرئيس منصف المرزوقي «أهمية نجاح التجربة الانتقالية التونسية باعتبارها الأنموذج الأمثل في الثورات العربية، وشدد على دعم واشنطن اللا محدود لتونس خاصة في ظل وجود صعوبات اقتصادية واجتماعية» تمر بها البلاد. وقالت أنه تم خلال المحادثات «دراسة سبل التعاون الأمني بين البلدين والآليات الكفيلة لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة، خاصة في ظل حالة اللا استقرار التي تعيشها دولة مالي في الآونة الأخيرة». وتندرج زيارة وزير الدفاع الأميركي إلى تونس ضمن جولة ستقوده إلى مصر، الأردن وإسرائيل. وأعلنت تونس في وقت سابق، أن عناصر مسلحة من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» تسللت إلى البلاد عبر الحدود مع ليبيا والجزائر. وكان وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس» قال قبل أسبوع أنّ التدخل العسكري في مالي يقتضي مشاركة «قوات إفريقية منظمة وقادرة على مواجهة الإسلاميين المسلحين الذين يحتلون شمال مالي. وفي مسعى لحشد الدعم لخطة باريس التي تعارضها الجزائر وتدعو إلى حل سياسي للأزمة، قال فابيوس أنه إذا فشل الحوار و«إذا رفض هؤلاء الإرهابيون ممارسة أي شيء ما عدا الإرهاب، فسيتعين معالجة ذلك أمنيا، لكن الأفارقة هم من يجب أن يقوم بذلك». وأوضح «ليس الأمر سهلا لأنه يجب توفير القوات الكافية من مالي ومن البلدان المجاورة»، قوات تكون «منظمة وكافية ومجهزة». وتعارض الجزائر التدخل العسكري في شمال مالي، وتدعو إلى حل سياسي للأزمة بالحوار بين جميع الأطراف، لأن أي عملية عسكرية ستخلف آثارا كبيرة على المنطقة وخاصة على حدودها الجنوبية.