دخل فيلم عكاشة تويتة "عملية مايو" المنافسة الرسمية في مهرجان الجزائر للفيلم الملتزم، الذي تجري وقائعه بقاعة الموقار إلى غاية 19 منه، وقد يظفر بإحدى جوائز المهرجان. لم يستطع عكاشة تويتة إقناع جمهور الموقار الكبير، الذي أمطره بالأسئلة، لا من حيث حكاية الفيلم، ولا من حيث التناول السينمائي، حيث بقي الفيلم يجول في الجبل وقتا طويلا من غير مبرر، حسب كثيرين، إضافة إلى تحرك الكاميرا أثناء التصوير وعدم ثباتها، ما أفقده صفة الاحترافية. يسلط فيلم عكاشة الضوء على مسار المناضل الفرنسي هنري مايو، عضو الحزب الشيوعي الجزائري، المناوئ للاستعمار. الفيلم من إنتاج الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي في إطار خمسينية الإستقلال، وعلى مدار ساعتين، تعرف الجمهور على مسار ونضال هذا العسكري هنري مايو، الذي قرر الفرار من الجيش الفرنسي في 1956 للالتحاق بصفوف المناضلين والمجاهدين الجزائريين والانخراط في الكفاح المسلح من أجل تحرير الجزائر، وسقط هنري في 5 جوان 1956 وعمره 27 عاما، في كمين للجيش الفرنسي. أغلب مشاهد الفيلم تدور في الجبل، حيث تنتقل الكاميرا وتبرز جمال الطبيعة، رغم أهمية الظرف وقساوة المهمة ودقتها، وتسرد الأحداث استنادا إلى هنري مايو، انطلاقا من عملية تحويل شاحنة الأسلحة في أفريل 1956. أعجبت قصة الفيلم الكثير من المشاهدين في العرض الأول الشرفي، وهذه المجاهدة زليخة بلقدور، التي كانت بسركاجي رفقة أني ستاينر، تتعجب مما فعله الشاب مايو الذي قدم حياته فداء للجزائر التي ولد بها وأحبها ومات وهو في ريعان الشباب. وقال المخرج عكاشة تويتة إن هذا العمل العمل، جاء ثمرة بحث دام 20 سنة، وهو "اعتراف لهنري مايو الذي ضحى وعمل وساهم في مسار تحرر الشعب الجزائري، رفقة صديقه موريس لابان، الذي سقط في ميدان الشرف في نفس العملية مع هنري مايو". واعتبر المخرج أن الفيلم يحيي ذاكرة هنري مايو واحد من شهداء الثورة الجزائرية. واستند عكاشة تويتة في فيلمه إلى شهادات عائلة الراحل هنري مايو وشقيقته ايفات، لتصوير مشوار هذا المناضل. وفي العرض الشرفي، قال مارتان بوتار، الذي أدى دور هنري مايو، أن المهمة كانت محفوفة بصعوبات.