يعود المجاهد عبد الرحمان مزيان شريف في كتابه "حرب الجزائربفرنسا، جيش الظلام" إلى الأحداث التاريخية التي ميزت الحقبة الاستعمارية الفرنسية، وكيف انضم إلى جبهة التحرير الوطني بفرنسا و عمره يناهز 18 سنة، وكيف ساهم في تفجير الحرب ضد المستعمر الفرنسي بالأراضي الفرنسية، من خلال استعمال التفجيرات من سنة 1956 إلى غاية سنة 1958من طرف المنظمة السرية بفرنسا وإعطاء بعد للثورة .ويصور المجاهد من خلال الكتاب طفولته بولاية ميلة، حيث يتطرق إلى التربية الدينية التي تلقاها على يد مشايخ المنطقة كسبيل للحفاظ على الهوية الدينية والوطنية كمواجهة لمحاولات الطمس التي كان يحرص المستعمر على تكريسها من خلال التمسيح والفرنسة، لإظهار تمسك المجتمع بتلك القيم الروحية. ولم يفوت الكاتب تسليط الضوء على بشاعة وهمجية المستعمر الفرنسي عندما انتقل في احد فصول كتابه الذي صدر بفرنسا على مجازر 8 ماي 45، بسطيف قالمة وخراطة والظروف التي رافقت ميلاد جبهة التحرير الوطني وكيف التف الجزائريون حول المشروع وتبنوه لأنه كان المخرج بالنسبة لهم . كما لا يخلو الكتاب من الجانب السوسولوجي عندما عرض ظروف انتقاله كشاب إلى الأراضي الفرنسية سنة 1955 من أجل العمل هناك و إعانة عائلته، كغيره من الجزائريين، واقتناعه بفكرة الثورة وانضمامه لجبهة التحرير وبعدها المنظمة السرية، كيف اقتنع بحمل السلاح ضد فرنسا.