ولما كانت العاب القوى هي القاطرة الأمامية لرياضات ذوي الاحتياجات الخاصة الجزائرية عبر الأزمنة فكان منتظر منها الكثير في سنة 2015 خاصة في البطولة العالمية التي كانت تشكل موعدا هاما. غير أنها خالفت التوقعات حيث سجلت المشاركة الجزائرية في الموعد العالمي بالدوحة (قطر) نتائج مخيبة للآمال حسب الكثير من الملاحظين بإكتفائها بذهبيتين فقط من أصل 11 ميدالية نالتها المشاركة الجزائرية. الكل كان ينتظر على الأقل تأكيد مردود الألعاب العالمية لناقصي البصر بسيول أين نال رياضيو العاب القوى 4 ذهبيات أو تحسين نتائج الألعاب الافريقية ببرازافيل(3 ذهبيات) غير أن العكس تماما حصل أمام دهشة الرياضيين والمدربين على السواء وخسرت المشاركة الجزائرية رهانها حتى وإن وصف المسؤولون في الاتحادية تلك النتائج بغير الكارثية. صحيح أن سحب بعض السباقات والمسابقات وتطبيق قوانين تقنية جديدة في مسابقات الرمي وتوأمة العديد من الأصناف كان من بين خصوصيات موعد الدوحة والتي سببت أضرارا جسيمة للعديد من الدول المشاركة منها الجزائر. لكن رغم ذلك فالنتائج الهزيلة والنقائص المسجلة بالمقارنة مع الطبعات الأخيرة من المونديال يتحملها الرياضيون والمدربون على السواء كما إعتبره التقنيون المختصون في العاب القوى. بالنسبة للمدربين الوطنيين فإن الانطباع العام المنبثق من حديثهم يؤكد خيبة أملهم الكبيرة حتى وإن سمحت تلك النتائج المحققة لرياضييهم من التأهل إلى الموعد شبه الاولمبي بالبرازيل. بدوره لم يتوان المدير التقني الوطني زوبير عيشاين في الإقرار بأن البطولة العالمية بالدوحة كانت مرحلة تقييمية للرياضيين والمدربين ودرسا لن ينسى للجميع.كما أكدت مرة أخرى أن الصراع من أجل الألقاب أضحى شديدا وصعبا على الجميع وسيزداد قوة مستقبلا. وبالتالي يتعين من الآن على مدربينا ورياضيينا مضاعفة الجهود والمرور إلى السرعة القصوى وعلينا نحن المسؤولين مساندتهم وتدعيمهم بالامكانيات اللازمة لتحقيق الأحسن مستقبلا. ومع ذلك وبشكل عام فإن رياضة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تبقى دائما وفية لوعودها ومحتفظة على تقاليدها خاصة بفضل التأهل المضمون للعديد من الرياضيين والمنتخبات إلى موعد البرازيل في إنتظار منتخبي كرة الجرس (رجال وسيدات) بمناسبة البطولة الافريقية المقررة بالجزائر في أواخر فبراير القادم. كما تبقى أيضا وفية لوعودها من خلال بروز رياضيين جدد سيكونون خير خلف لخير سلف ويبقون المشعل مضيئا حتى وإن غاب أسلافهم على شاكلة محمد علاك ونادية مجمج وغيرهم. وتبقى تمنيات رئيس الاتحادية الجزائرية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة رشيد حداد أن تكون عائلة رياضة المعاقين متحدة حول هدف واحد وهو تشريف الراية الوطنية في المحافل الدولية قائلا: يجب علينا أن نظل جد متحدين لأن إتحاديتنا تبقى من الهيئات الرياضية الوطنية المجلبة للتشريفات على أعلى المستويات والتي لها مكانة عالمية تحسد عليها. وبالتالي لابد من السعي وراء الاحتفاظ بها (أي المكانة) والتأكيد عليها في موعد ريو بالبرازيل.