لا يزال سكان بلدية برج الكيفان ينتظرون نصيبهم من التنمية بالعديد من الأحياء منذ سنوات، خاصة بالنسبة لبعض الأحياء التي تفتقر للتهيئة والمرافق الضرورية، فرغم أن برج الكيفان و التي تعرف عند العامة ب"فور دو لو"هي مدينة ساحلية مبنية على طراز المدن الحديثة، تعرف بتلك العمارات الفخمة، وشارع عريض وسطها يعبرها من الشرق إلى الغرب. "الترامواي" الذي أعطى للمدينة نكهة أخرى في النقل البري وأنقص من فو ضة أصحاب الحافلات، وساحة مربعة تنطلق منها طرقات صغيرة حتى البحر، إلا أن تلك المناظر الجميلة التي تستهوي الكثير من الزوار، تخفي وراءها الكثير من المشاكل والمعاناة، بسبب قلة المشاريع المنجزة وتأخرها كثيرا وبقاء أغلبيتها مجرد حبر على ورق. الزائر لأحياء بلدية برج الكيفان، الواقعة شرق العاصمة بحوالي 18 كم، سيتمتع دون شك بذلك المنظر الطبيعي الخلاب، المستمد من الشريط الساحلي والبرج التركي الذي يعتبر موقعاً تاريخياً وأثريا هاما، وتلك الفيلات القديمة والجميلة المتراصة على طول الطريق الرئيسي، والمطاعم المتواجدة بشارع علي خوجة المعروف أيضا ببيع المثلجات خاصة في فصل الصيف، إلا أن تطور النسيج العمراني الذي تميزه العشوائية في العديد من الأحياء، والاختفاء التدريجي للمساحات الشاسعة ذات الطابع الفلاحي وانعدام التهيئة .. كل ذلك "سرق " من هذه المدينة السياحية بريقها ، خاصة في ظل عجز السلطات المحلية على مواكبة هذا التطور العمراني الكثيف واستدراك التأخر في إنجاز المشاريع المختلفة لتقريب المرافق ذات الطابع الاجتماعي، والرياضي، والثقافي والترفيهي من المواطن وتهيئة الأحياء بالطرق المعبدة بالزفت، والغاز، وقنوات الصرف الصحي والإنارة العمومية المنعدمة بالعديد من الأحياء الجديدة والقديمة، مثلما وقفت عليه ''جريدة الجزائر الجديدة '' في جولة ميدانية ، التي كشفت عن معاناة حقيقية بسبب الأوساخ التي عمت أغلبية الأحياء خاصة الأحياء الشعبية التي تفتقر لأدنى المواصفات اللائقة، حيث بدت كأنها تقع في إحدى القرى النائية وليس ببلدية برج الكيفان، التي لا تبعد عن وسط العاصمة إلا 18 كيلومتراً. أحياء خارج مجال التغطية التنموية وبالرغم من وجود العديد من الجمعيات المحلية التي تجتهد للمساهمة في تحسين الوضع في البلدية التي تحتل موقعاً جغرافياً متميزاً، غير أن قدرتها على تغيير الأوضاع تظل محدودة، بسبب تهميشها من قبل السلطات المحلية ورفضها التعامل معها. واستغل البعض فرصة تواجد' " الجزائر الجديدة " ببرج الكيفان للحديث عن أوضاعهم، على غرار سكان حي علي صادق 1 و2 الذي امتزج نسيجه العمراني ليشمل فيلات ومباني غير مكتملة وعدداً كبيراً من البنايات الفوضوية، إذ لا يكاد يصدق المرء الفوضى العارمة والإهمال الذي تشهده هذه الجهة، فلا يمكن لزائر هذه الأحياء تحمّل الروائح الكريهة المنبعثة بسبب غياب التوصيل بقنوات الصرف الصحي ، كما يعد الدخول الى الحي بالسيارات أمراً جد صعبا، بسبب عدم تهيئة الطرق التي غمرتها المياه والأوحال وحولتها الى مستنقعات. وهناك عدم توفير سوق منظمة، حيث لاحظنا في مختلف الأحياء انتشار باعة الخضر والفواكه، بسبب غياب فرص العمل، خاصة أن شباب برج الكيفان لم يتم توظيفهم في مشروع "الترامواي" الذي يعبر مدينتهم، وكذا في بعض الشركات المنتجة، مثلما يؤكدون، كما أن تأخر إنجاز مشروع مائة محل أصبح هاجسهم، حيث لم يحظ هذا الأخير بالاهتمام وبقي مهملاً بحي فايزي، بعدما أوكلت مهمة إنجازه إلى أحد الخواص. من جهتهم لم يتوانَ سكان حي الضفة الخضراء في الحديث عن مشاكلهم التي طال حلها، منها مشكل السكن والبنايات الهشة المتضررة من زلزال 2003 واهتراء الطرق التي يصعب السير بها، بسبب الحفر والتشققات التي تملؤها، حيث لم يتم تزفيتها رغم أنها أصبحت غير قابلة للاستغلال، فضلا عن مشكل انسداد قنوات الصرف الصحي، وغياب سوق جوارية، حيث يضطر السكان إلى التنقل إلى وسط البلدية لاقتناء احتياجاتهم، وعلى رأسها الخضر والفواكه، أو الاعتماد على الباعة المتجولين، في انتظار استجابة السلطات لمطالبهم التي لا تزال مطروحة لسنوات طويلة، منها أيضاً تخصيص فضاءات للأطفال وإعادة فتح المساحتين الخضراوتين المغلقتين لحد الآن. ولا تقل وضعية أحياء درقانة، بن زرقة، الباخرة المحطمة، الدوم، وموحوس .. سوءاً بسبب التهميش الذي طالها، حيث لم نصدق ما لاحظناه خلال جولتنا الميدانية لحي سعيدي أحمد، رغم أنه يقع في منطقة راقية ولا يبعد كثيراً عن وسط المدينة، فمشكل تدهور شبكة الطرقات لا يزال يطرح لأكثر من 20سنة حيث يستحيل المرور عبره، بسبب تأخر تهيئة الطرق وتزفيتها، حيث أكد أحد القاطنين به أن الجهة التي يقطن بها تم تزفيتها بعد15سنة من المعاناة وبعد إلحاح كبير من المواطنين. الفوضى تطبع مصلحة الحالة المدنية وما يثير الانتباه تلك الفوضى التي تميز مصلحة الحالة المدنية، التي يخيل لزائرها أنه في "سوق شعبي" وليس في مصلحة لاستخراج الوثائق وذلك بسبب التواجد المكثف للمواطنين والطوابير الطويلة المشكلة هناك، خاصة على مستوى مكتب استخراج شهادة الحالة المدنية التي تحولت الى هاجس بالنسبة لطالبها، بسبب قلة الشبابيك وعدم تماشيها مع تزايد عدد السكان، حيث يضطر المواطن الى قضاء ساعات طويلة للحصول على شهادة الإقامة أو شهادة ميلاد التي يعدها عون واحد رغم الطلب الكبير عليها. ولا يقل الوضع سوءاً بمقر البريد المتواجد وسط المدينة، الذي أصبح لا يستوعب العدد المتزايد للمواطنين الذين يضطرون الى الانتظار طويلا بهذا المبنى الضيق والهش الذي كان مقرراً تعويضه بمقر جديد بعد أن خصصت البلدية في الثمانينات قطعة أرض لإنجازه، غير أن المشروع لم يتحقق وبقيت المساحة مهملة لحد الآن، مثلما هو الأمر بالنسبة لمشروع إنجاز قاعة متعددة الرياضات أخرى الواقع وبالقرب من خزان المياه، حيث رهن مشكل النزاع على العقار الذي لا يزال قائماً لحد الآن، التنمية بهذه البلدية الغنية بإمكانياتها والفقيرة من حيث مشاريعها. سكان حي "الدوم" يطالبون بإصلاح قنوات الصرف ويناشد سكان "حي الدوم "بن زرقة التابعة لبلدية برج الكيفان شرق العاصمة السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل وانتشالهم من حالة الحرمان والبؤس التي يعيشونها منذ سنوات عديدة في ظل غياب أدنى متطلبات العيش الكريم والمرافق الضرورية وما زاد من سخط وتذمر قاطني الحي، هو مشكل اختلاط المياه الصالحة للشرب بمياه الصرف الصحي حسبما صرح به السكان، حيث انجر عن هذا الوضع إصابة العديد منهم بأمراض جلدية خطيرة، وقد يتأزم الوضع في حالة عدم تدخل السلطات المعنية لإصلاح العطب الذي لحق بقنوات الصرف الصحي، وفي سياق آخر تطرق السكان لغياب المشاريع التنموية على مستوى الحي الذي يشهد نقائص عديدة حولت حياتهم إلى جحيم، بدءا باهتراء الطرقات التي تعرف حالة متدهورة جدا، إضافة إلى غياب المرافق الضرورية خاصة تلك الموجهة منها للشباب كقاعة للرياضة والملاعب الجوارية، ومركز ثقافي ، والتي من شأنها فك العزلة عنهم وتمكينهم من قضاء وقت الفراغ الذي أصبح هاجسا يوميا يواجههم أينما كانوا، وفي خضم كل هذه النقائص جدد سكان حي "الدوم " ب برج الكيفان مطالبهم المتكررة للسلطات المعنية من أجل إدراج مشاريع تنموية على مستوى حيهم وإخراجهم من حياة العزلة والتهميش التي يعانون منها منذ سنوات، ضف إلى ذلك مطلب إصلاح قنوات الصرف الصحي في أقرب الآجال. النفايات هاجس المواطنين وحسب بعض السكان فإن المشاكل التنموية التي تعاني منها بلديتهم تعود الى غياب التناسق والانسجام داخل المجلس الشعبي البلدي الحالي، الذي لم يستغل الإمكانيات السياحية لتجسيد مشاريع للشباب، وحتى السوق الموجود على مستوى الحصن التركي، تعتبر بعيدة عن عدة أحياء وينعدم فيها الأمن، فضلاً عن الأسعار المرتفعة، مما أدى بسكان برج الكيفان الى التنقل نحو باب الزوار والحراش لاقتناء مستلزماتهم اليومية، خاصة في غياب أسواق جوارية، التي يطالبون بتجسيدها لتخفيف معاناة تنقلهم من أجل التسوق، كما تراجع - حسبهم - الجانب الرياضي والثقافي نتيجة غياب المرافق، فالقاعة متعددة الرياضات الكائنة بوسط المدينة تفتقر لبرنامج خاص لتنشيطها، كما تم غلق قاعة الحفلات رغم ما يمكن أن توفره من مداخيل. ومن بين المشاكل التي تتقاسمها أغلبية الأحياء، مشكل النفايات، حيث تكاد برج الكيفان تتحول - حسب أحد السكان - إلى "مفرغة عمومية " بسبب النفايات التي تغزو تلك التجمعات لعدم وجود أماكن مخصصة لرميها، وما زاد من قلق القاطنين هو تقاعس السلطات المعنية في أخذ مطالبهم بعين الاعتبار رغم النداءات المتكررة، إذ يأمل هؤلاء في تحقيق التنمية ببلديتهم وتجسيد ولو جزءا من الوعود التي أطلقها المسؤولون المحليون خلال حملتهم الانتخابية، خاصة أن العهدة الحالية لم يتبق منها الوقت الكثير، حيث ينتظر هؤلاء حلاً لمختلف المشاكل التي تعيق التنمية، بعدما أصبح خط النقل عبر "الترامواي" الذي يمر وسط مدينتهم حقيقة فعلية ، حيث ودع زوار برج الكيفان وسكانها مشكل اختناق حركة المرور، كما ساهم هذا المشروع في تقليص البطالة، وإنعاش السياحة، ولم يعد مصدر إزعاج، بقدر ما هو مكسب هام لهذه المدينة وغيرها من المدن التي يعبرها. كما تبقى طلبات السكن التي تجاوزت 2500 ملف، تنتظر الاستجابة خاصة أنها تراكمت بسبب عدم استفادة البلدية من أي مشروع سكني منذ بداية العهدة، بسبب نفاذ الأراضي الصالحة للبناء، التي تم توزيعها في وقت سابق على الخواص، حيث تحولت البلدية آنذاك ، على حد تعبير بعض المواطنين ، إلى ''وكالة عقارية لبيع الأراضي'' وذلك قبل صدور قرار التجميد بهذا الخصوص.