اختتمت فعاليات الطبعة الأولى لتظاهرة "عكاظية الشعر" بڤالمة، ولعلّ أهم ما ميزها تناوب الشعراء المشاركون، على تقديم قراءات شعرية جميلة تغنت بحب الوطن والدعوة إلى التآخي والتآزر بين كل الجزائريين. وتحولت خيمة الصوف البدوية، المنصوبة بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي التي احتضنت التظاهرة الأدبية الأولى من نوعها، إلى منبر لحب الوطن بكل ربوعه وتراثه الثقافي وأمجاده التاريخية من خلال الأصوات العذبة التي تنبعث من حناجر 30 شاعرا وشاعرة قدموا من عدة ولايات. وفي هذا السياق استمتع محبو الكلمة الموزونة بباقات جميلة من القصائد الشعرية باللغة الفصحى والشعر الملحون تتداول عليها كل من الشاعرة جمعة حسين من البيض وبخاوة ميلود من ولاية الأغواط ومحمد مصطفى صوالح من ولاية الوادي. وعرفت التظاهرة ندوات فكرية، على غرار ندوة الدكتور عبد الغني خشة من جامعة ڤالمة، محاضرة تحدث فيها عن التاريخ الإبداعي للشعر عبر مختلف المراحل الزاهية للغة العربية، وكذا إلقاءات شعرية متبوعة بمعزوفات موسيقية وإلقاء محاضرات من طرف مختصين إضافة إلى زيارات سياحية لمختلف المناطق الطبيعية والأثرية التي تزخر بها ولاية ڤالمة. وفقا لما أفاد به بوزيد نحيلي مدير دار الثقافة عبد المجيد الشافعي التي تشرف على تنظيم هذه العكاظية، حيث قال أن هذه المناسبة تهدف إلى توفير فضاءات البوح لتشجيع الشعراء على تقديم أعمالهم الإبداعية بما يسهم في إحياء وتوثيق المراجع الشفوية لضمان التواصل بين الأجيال، مبرزا بأن هذا الحدث الأدبي قد تزامن مع شهر التراث وكذلك مجازر 8 ماي 1945 التي كانت ولاية ڤالمة مسرحا لها إلى جانب سطيف وخراطة بولاية بجاية. وقد جاء الشعراء المشاركون في الطبعة الأولى من العكاظية من ولايات البيض ووهران وبشار والأغواط والجلفة والبليدة ووادي سوف وبسكرة وبرج بوعريريج والمسيلة وسطيف وقسنطينة وجيجل وسوق أهراس وسكيكدة وأم البواقي بالإضافة إلى ڤالمة. وجرى الاختتام في جو بهيج، بحفل فني في الأغنية الشعبية حيث كان مفتوحا للجمهور العريض، ووُزّعت فيه الشهادات والجوائز على المشاركين.