أكد المشاركون في عكاظية الشعر العربي على أنها مكسب عربي ثقافي كبير يجب الحفاظ عليه، كما دعوا في توصياتهم إلى تأسيس جائزة شعرية عربية مع تكريم بعض الشخصيات الوطنية والعربية الفاعلة في الحقل الإبداعي، من جهة أخرى أوصى المجتمعون بطبع وتوزيع أعمال العكاظية مطالبين بالمقابل بتمديد فترة العكاظية. ودّعت الجزائر أول أمس وقع الكلم على عبق القضية الفلسطينية وستنام القدس في ظلام بعد أن أضاءت لياليها القوافي الصادقة والحناجر التي هزّت قاعة "المقار" وصرخت من أجل القدسوفلسطين، أقفلت عكاظية الشعر العربي في طبعتها الثالثة بعد 5 أيام من تلاحم الإحساس باللغة الجميلة أسواقها أمام مبدعي القوافي وضربت موعدا العام المقبل للشعراء ليشهروا أقلامهم من أجل قضايا أخرى تؤرق نومهم وتحرّك شعورهم وتوقظ هممهم. حفل الاختتام الذي لم يختلف عن الافتتاح من حيث الحضور الرسمي على رأسه الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم وكاتب الدولة مكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي، بالإضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي العربي المعتمد في الجزائر، تميز بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي التي اعتذرت عن الغياب في حفل الافتتاح بسبب التزاماتها، حيث حيّت الشعراء الحاضرين الذين لبوا دعوة الجزائر خاصة وأن القضية تمس كل العرب، فالأمر يتعلق كما قالت بفلسطين الجرح والكرامة والقضية الأكبر. تومي لم تفوّت الفرصة لتنوه بحرص الجزائر وعلى أكبر المستويات على دعم فلسطين بكل الطرق منها الثقافية والتراثية وأضافت أن ذلك مؤشرا مهما على عمق الدلالة على اهتمام الدولة بالتراث الثقافي والثقافة، خاصة إذا تعلق الأمر بالقضايا الكبرى للأمة في هذا الإطار ذكرت وزيرة الثقافة بالعناية الكبيرة التي يعطيها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لدعم مسيرة الإبداع في الجزائر وفي العالم العربي حيث قرر أن يحتفى بالقدس في الجزائر وفي كل قطر منها طيلة السنة كاملة وأن نعتبرها سنة القدسوفلسطين عنوان هويتنا ورمز وجودنا وضربت موعدا العام المقبل للطبعة الرابعة. من جانبهم قدم الشعراء المشاركون رسالة شكر إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قرأتها نيابة عنهم الإعلامية والشاعرة السعودية ميسون أبو بكر، حيث حيوا فيها الجزائر رئيسا و شعبا على كرم التظاهرة التي اتخذت من القدس في ضمير الشعر العربي عنوانا لها، كما هنئوا الجزائر على جهودها في نصرة القدس والدفاع على القضية الفلسطينية مستشهدة بقول رئيس الدولة بان "القدس قضية عربية مركزية"، كما نوه الشعراء في رسالتهم بمجهودات بوتفليقة في إحلال السلم والأمن في الجزائر عن طريق المصالحة الوطنية بالإضافة إلى دعوته الدائمة إلى لم الشمل العربي وخلق مصالحة فكرية بين الاتجاهات المختلفة. واعتبر الشعراء أن عكاظية الشعر العربي في الجزائر مكسب عربي ثقافي كبير تحولت بها قبلة للشعراء، بالمقابل أكدوا التزامهم بالحفاظ على المكسب وتقديره لأنه يستمد وجوده من الثقافة العربية والموروث الثقافي العربي المتمثل في "سوق عكاظ". عكاظية الجزائر لم تكن حدث إبداعي فقط فقد كانت كذلك لقاءا فكريا متميزا فتح النقاش حول القضية الفلسطينيةوالقدس والتواجد في الأدب والفكر العربي وناقشت الهوية والإعلام والقدس في الأدب وغيرها من المواضيع والمحاور بوجود مختصين وإعلاميين وقد أشاد المشاركون بالثراء المعرفي والتنوع الموضوعاتي والسمو الجمالي الذي طبع القصائد وخرج المحاضرون والشعراء بمجموعة من التوصيات قراءها مراد سوداني عن بيت الشعر الفلسطيني تمثلت في الدعوة إلى تأسيس جائزة شعرية عربي مع تكريم بعض الشخصيات الوطنية والعربية الفاعلة في الحقل الإبداعي كما أوصى المشاركون بطبع وتوزيع أعمال العكاظية مع تأسيس لجنة استشارية تحدد شعار التظاهرة والمحاور وتختار أسماء الشعراء المشاركين مع المطالبة بتمديد فترة العكاظية وتنظيم زيارات و للمعالم الحضارية والتاريخية والأثرية بالجزائر على هامش التظاهرة.