كشف مصدر من مجلس الشورى بحركة مجتمع السلم عن توجه حمس في القريب العاجل للإعلان عن انسحابها من تنسيقية الإنتقال الديمقراطي، بسبب رغبة ملحة تبديها قيادات الحركة للخروج من هذا التكتل المعارض الذي بدأ في الإنحلال، بحجة انصهار حمس في المعارضة وفقدان مكانتها ودورها السياسي في التغيرات الكثيرة التي تشهدها الساحة. تتوجه قيادات حمس في الأيام المقبلة نحو نقاش مصيري، حول مستقبل الحركة في التنسيقية. وحسب عضو مجلس الشورى عبد الرحمان سعيدي، "هذا المصير أصبح واضحا وشبه مؤكد، بعد المطالب التي تتزايد من الأعضاء والقيادات، لاسيما اقتناعهم بتراجع دور حمس السياسي، وانصهاره في المعارضة، واستنفاذ كل المبررات للبقاء ضمن التنسيقية، وما زاد من بلورة هذا المطلب، هي التطورات الأخيرة التي يعيشها التكتل، حيث توحي كل المؤشرات ببداية زواله". وشدد على أهمية حمس كحزب سياسي له وزنه ودوره ومواقفه، أصبحت في الفترة الأخيرة محل إزعاج وعدم توافق مع الكثير من أعضاء التنسيقية، وقال سعيدي: "حمس حزب مستقل وله مواقفه الخاصة، وليس من شأن اي أحد أن يملي عليه المواقف". وذكر بالهزة العنيفة التي ضربت التنسيقية وكادت تعصف بها قبل عام، على خلفية لقاء رئيس الحركة عبد الرزاق مقري مع الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى. وكانت هذه النقطة، بداية التحول في مسار الحركة، بعد أن تأكد قادة الحزب، أن كل خطوة تخطوها حمس يجب أن توافق عليها التنسيقية بالإجماع، ما جعل سلطة الحزب خاضعة لسلطة المعارضة. واعتبر سعيدي أن مقري مضطر للإستجابة لمطالب الأعضاء والإطارات، لأن الحزب ليس حزب الأفراد بل حزب الجميع، وبما ان المطلب الأهم في الفترة الحالية داخل بيت مقري هو الإنسحاب من التنسيقية، لا يهم توجه الحركة بعد ذلك، حسب سعيدي، وتوقع إما الحفاظ على خط المعارضة بشكل آخر وفق ما يناسب حمس، أو التقاطع مع أحزاب الموالاة، وهو الأرجح بالنظر للتحركات الأخيرة التي أبدت ميولا واضحة لمقري للتقرب من أحزاب السلطة. ويبدو أن الخطوة التي قام بها سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد، بعد الإنسحاب من التنسيقية شجعت عددا من إطارات حمس للإقتداء به، وقال سعيدي في هذا السياق "سفيان جيلالي قرر الانسحاب وانسحب ولا أحد احتج عليه"، في إشارة إلى أن كل حزب يعمل لمصلحته قبل كل شيء، ويتخذ القرارات وفق ما يتناسب مع هذه المصلحة. والحديث عن إنسحاب حمس، أكبر أحزاب التنسيقية، يطرح الكثير من التساؤلات عن مصير المعارضة التي بدأت تفقد عصبها شيئا فشيئا بعد عامين من تأسيسها، كما سيضيف انتصارا آخر لأحزاب الموالاة، وبالأخص لعمار سعيداني الذي لم يألو جهدا لتفكيك هذا التكتل.