تحفظ رئيس حزب جيل جديد على قرار عبد الرزاق مقري بالدخول في مشاورات مع السلطة حول الأوضاع الراهنة، حسب "المبادرة" التي ألقاها في أحضان الأحزاب والسياسيين، في الأيام الأخيرة. قال جيلالي سفيان إن ما تقدمه حركة مجتمع السلم، "حمس"، عن مشاورات مع السلطة، قرار داخلي يخصها، وليس من شأن أي حزب آخر "ما دامت النية والدافع وراء ذلك الحصول على تنازلات من السلطة لصالح المعارضة"، في تلميح إلى تحفظ على ما قرره عبد الرزاق مقري، بعيدا عن تنسيقية الانتقال الديمقراطي، وهذا التحفظ ياتي 24 ساعة، بعد تحذير عبد الله جاب الله ل"حمس" حول المشاورات التي تنوي القيم بها. وهذا التحفظ حمل في طياته جانبا من "تحذيرا" لمقري، لم يفصح عنه جيلالي سفيان، الذي يتحدث عن "نية" في الحركة، لم تتضح له هو شخصيا بعدُ. وقال سفيان جيلالي، في اتصال هاتفي ب"الجزائر الجديدة"، إن "حمس" لم تشاطر أعضاء تنسيقية الانتقال الديمقراطي الرأي حول مبادرتها المنفردة مع السلطة وفضلت أن تختص بها، مؤكدا أن حزبه كان سيكون طرفا فيها لو اقترح عليه مقري الموضوع. وحول موقفه من هذه الخطوة التي بدأت تثير الجدل داخل التنسيقية، بعد أن دعا جاب الله إلى عدم التفاوض مع السلطة بشكل منفرد، كون هذا الأمر سيكون له أثر سلبي على قوة وانسجام أحزاب وشخصيات، أكدت تمسكها بتنسيقية الحريات كإطار منظم للمعارضة في البلاد، قال أن "الفعل سليم والحكم على النوايا لازال مبكرا، مفضلا عدم الخوض في الموضوع، حتى تتضح الخلفيات التي دفعت "حمس" إلى الشروع في مشاورات سياسية مع كل الأطياف السياسية، بما فيها أحزاب السلطة والمعارضة"، في وقت تطرح تساؤلات داخل التنسيقية حول مصير حمس مع المعارضة، وهل هي بداية الانسلاخ عن أرضية مزفران؟ وفي سياق آخر، وفي الوقت الذي تستعد فيه الأفافاس لختام الجولة الثانية من المشاورات التّي بدأها مع تشكيلات سياسية من المعارضة والموالاة وشخصيات وطنية، مع قرب موعد عقد ندوة الوفاق الوطني، أكد رئيس حزب جيل جديد أن قيادة الدّا حسين "خسرت جميع أوراقها بعد الخرجة الأخيرة للأفالان وموقفه اتجاه المبادرة، ولم يعد لمبادرة الإجماع الوطني أي معنى"، مشيرا الى أن هذا "المشروع ولد عقيما ولم يحمل في طياته ما من شأنه إخراج الوضع السياسي في الجزائر من الأزمة التي يتخبط فيها، وهو سبب وأدها في مهدها".