تشكل برك من المياه القذرة و إقترابها من الطريق و المنازل كارثة إيكولوجية تهدد سكان بقعة العبادل بحرشون في الشلف يواجه سكان بقعة العبادل الواقعة بالجهة الشمالية لبلدية حرشون بالشلف،كارثة بيئية حقيقية نتيجة صب مياه الصرف الصحي لمدينة الكريمية بالوادي المحاذي للطريق الولائي رقم 132،و إستمرار تسرب و توغل سيول من المياه القذرة بين الأشجار المغروسة على ضفافه،و إلتهامها مساحات معتبرة من الأراضي الخصبة،مشكلة برك من المياه الملوثة،تبعد بضعة أمتار فقط عن منازلهم،و أصبحت مصدر إنبعاث الروائح الكريهة و الفضاء الملائم لتكاثر و إنتشار الحشرات الضارة و الناقلة للأمراض. و يتخوف السكان من تعرض أبنائهم لخطر السقوط و الغرق في هذه البرك العميقة و الممتلئة بالمياه القذرة،و التي خلفتها ورائها إحدى المقاولات،منذ حوالي سنتين،أثناء قيامها بأشغال الحفر و إستخراج الرمال من الوادي بطريقة عشوائية و في أماكن متفرقة،متسببة في قطع العشرات من أشجار الكاليتوس يعود تاريخ غرسها للحقبة الإستعمارية،كما تركت المقاولة العشرات من الحفر العميقة دون ردمها،إمتلأت بالمياه القذرة و تحولت إلى برك، تهدد حياة و سلامة أطفال البقعة الذين يقضون معظم أوقات فراغهم في اللعب و المرح في الوادي في غياب المرافق الترفيهية بالمنطقة. و يتأسف سكان المنطقة على الوضع الذي آل إليه المكان الذي كان في وقت مضى الوجهة المفضلة لعائلات بلدية حرشون و البلديات المجاورة للتنزه،و الإستمتاع بجمال المحيط البيئي و الهواء النقي و ظلال الأشجار،ليصبح اليوم مصدر قلق و تخوف السكان من الأمراض و الأوبئة المحتملة في ظل إستمرار تدفق المياه القذرة و إقترابها من الطريق الولائي و التجمعات السكنية،و توسعت بشكل سريع بين الأشجار و إلتهمت مساحات معتبرة من الأراضي،كانت تستغل من طرف بعض السكان في الزراعة الموسمية و غرس الأشجار المثمرة خاصة في ظل توفر مياه السقي.و يدق سكان المنطقة ناقوس الخطر،و يناشدون الجهات المعنية للتدخل و معالجة المشكل قبل وقوع ما لا يحمد عقباه لاسيما أمام التوسع الرهيب للمياه القذرة و التي قد تختلط بالمياه الجوفية،كما أن سيول المياه الملوثة تتجه نحو موقع مرور القناة الرئيسية لتزويد بلدية الكريمية بمياه الشرب من محطة تحلية مياه البحر. كما يعاني مواطنو بقعة العبادل من جملة من النقائص،في مقدمتها مشكل تذبذب توزيع الماء الشروب،و أرجعوا ذلك إلى خزان الماء الوحيد بالمنطقة و الذي شيد في بداية الثمانيات بسعة 40 متر مكعب،و أصبح لا يكفي حاجيات سكان المنطقة لأن الكثافة السكانية تزايدت بعشرات الأضعاف،و لهذا يطالبون بخزان آخر و الصرامة في تنظيم التزود. كما يطالبون بتهيئة و تعبيد طرقات الحي المهترئة و الإسراع في وضع الممهلات المبرمجة في الطريق الولائي و خاصة أمام المدرسة الإبتدائية بالإضافة إلى تشييد موقف النقل العمومي و ربط سكناتهم بشبكة الصرف الصحي و تخليصهم من الحفر التقليدية التي أضحت مصدر إنتشار الأمراض الحساسية و الروائح الكريهة و الحشرات اللاسعة،و أيضا تعميم شبكة الإنارة العمومية و الصرامة في تغيير المصابيح عند إحتراقها،و تزويدهم بغاز المدينة كون القناة الرئيسية تمر بجانب الحي بالإضافة إلى توفير حافلة النقل المدرسي لأبنائهم الذين يدرسون في الطورين المتوسط و الثانوي.