تلوح في الأفق القريب، كارثة بيئية وصحيّة غير محمودة العواقب على مستوى بلدية الكرمة بوهران التي يتجمّع بها الآلاف من السكّان، حيث بدأت تتسرّب من أرضيتها المياه الملوّثة والقذرة الناتجة عن المطامير في غياب قنوات الصرف الصحيّ على مدى أكثر من 10 سنوات. ب.فيصل دقّ سكّان بلديّة عين الكرمة، أجراس الخطر وشدّوا الانتباه إلى بوادر كارثة محتملة، بدأت تظهر في الأشهر الأخيرة، حيث أخذت المياه القذرة تتسرّب إلى السطح على مستوى عدّة مناطق، بعدما تشبّعت الأرضية بالمياه الملوّثة لأكثر من 10 سنوات، إذ لجأ السكّان في غياب قنوات الصرف الصحّي إلى حفر مطامير ذات أعماق مختلفة لتخزين المياه المستعملة ومياه المراحيض. لكن أنّ طول الأمد على هذا الحال أدّى إلى ارتواء الأرضية وخروج المياه القذرة إلى السطح بشكل لافت للانتباه، إلى درجة أنّها بدأت تتسرّب على شكل وديان وتتجمّع في برك متعفّنة، تنبعث منها روائح كريهة، كما أنّها تحوّلت إلى مقصد للحشرات الضارة والجرذان، مشكّلة خطرا كبيرا على السكّان بالجوار، وينذر الأمر وفقا لهذه المعطيات وحسب مختّصين إلى حدوث كارثة بيئية وصحيّة مرتقبة، حيث من المتوقّع أن تفيض المطامير وتصنع مشاهد أسوأ من ذلك قد تصل إلى حدّ انزلاق الأرضية وإحداث انهيارات. كما أنّ استفحال ظاهرة المطامير واستغلالها لاحتواء المياه الملوثّة طيلة الفترة الماضية، كان له تأثير سلبي على المياه الجوفية بالمنطقة، إذ اختلطت بها وأصبحت غير صالحة للشرب والاستعمال، وحمّل بذلك السكّان، مصالح بلدية الكرمة مسؤولية أيّ أضرار من هذا النوع وتبعات الخطر المحدق بهم، حيث أنّها لم تعرهم اهتماما ولم تلق لهم بالا في ظلّ الاحتجاجات المتكرّرة والشكاوى المرفوعة لربط الكثير من التجمّعات السكنية بشبكة قنوات صرف المياه. وفي هذه الظروف يعاني السكّان تحت وطأة الروائح الكريهة التي تتسرّب إلى البيوت من دون استئذان وتهدّد حياتهم بالإصابة بأمراض فتّاكة، وفي ذات السياق حمّلت المؤسّسة الإسبانية "سيور" جانبا من مسؤولية التهديدات المطاردة للسكّان باعتبار أنّها مكلّفة بتطهير الأرضية وفقا لدفتر الشروط، إلاّ أنّها لم تقم لحدّ الساعة بأيّ خطوة في هذا المجال، ما جعل المتضرّرين ينتفضون ويعربون عن استيائهم من التجاهل والتهميش الذي تعاني منه البلدية، ما جعلها ترزح تحت عتبة الفقر، وفي ظروف جدّ سيّئة تكشف الوجه الآخر لعاصمة الغرب المسمّاة "الباهية".