شهدت العلاقة بين الإسباني بيب جواديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي ولاعبه الإيفواري يايا توريه حالة من التوتر الشديد منذ رحيل الأخير عن برشلونة، وحتى إلى ما بعد وصول البيب إلى قلعة السيتي. لم ينس توريه إن جوارديولا كان سبباً في رحيله عن البارسا، وجاء البيب إلى السيتي ولم يلعب توريه دوراً في تشكيلته، وسط حرب كلامية بين الطرفين، ولكن كل هذا تغير أول أمس في مباراة كريستال بالاس. بين تكهنات الصحافة وتصريحات مدربه بيب؛ دخل الفيل الإيفواري في نفق مظلم لم يرَّ في نهايته النور إلا في ملعب سيلهرست بارك بالعاصمة الإنكليزية لندن، حين قاد فريقه مانشستر سيتي للفوز على كريستال بالاس 2-1، في واحدة من أصعب المهمات التي واجهها الفريق حتى الآن. تسعون دقيقة أولى هذا الموسم، كانت كفيلة بعودة نجم لاعب برشلونة السابق للسطوع في البريميرليغ الذي كان هو بالذات أحد أهم نجومه في المواسم السابقة وفتح باب الأسئلة على مصراعيه من جديد بشأن مستقبل ابن ال33 عاماً. تألق جعل رضا بيب يظهر جلياً عن لاعبه النجم؛ لأن الأخير اشتغل على نفسه بشكل مكثف في الفترة الأخيرة بحسب مدربه: "أنا سعيد من أجل يايا لأنه حقاً شخص رائع، وزنه مثالي الآن ولا شك حول جودته ومميزاته". المثابرة التي أظهرها اللاعب في التدريبات وحماسه المتجدد طمئنا الجماهير بأن النادي لن يفرط بجوهرة الفريق وقلبه النابض فيما مضى: "إن شخصيته وجودته تستحقان المتابعة، يستطيع أن يلعب في أكثر من مكان، أنا سعيد جداً لأجله ولأجل عائلته، نحن الآن لدينا لاعب آخر يمكنه مساعدتنا على تحقيق أهدافنا هذا الموسم". في مقابل كل الضغط الذي كان على يايا في الأسابيع الأولى من الموسم أظهر اللاعب شخصيةً هادئة ومتزنة، إذ وبحسب مدربع دائماً، كان رائعاً في التدريبات، وكان سلوكه مثالياً، والأهم إنه يحظى بمحبة نادرة من رفاقه في الفريق، ويبدو أهم ما في حديث مدرب بايرن السابق هي النقطة الأخيرة التي قال فيها بوضوح إن اللاعب أصبح "يساعد في عملية التدوير"، أي دخل في منظومة اللعب المعروفة عن المدرب الكاتالوني. وحتى في تصريحاته بعد المباراة لم يركز الإيفواري على ما صنعه هو بل على ما جلبه لفريقه: "حتى أكون صريحاً، لقد كان هدفي فقط مساعدة الفريق للنجاح، سيتي يكون في كل موسم ضمن المنافسين على اللقب، وأعتقد أن علينا أن نستمر كذلك لأن كل الفرق الأخرى قريبة منا". مباراة كريستال بالاس قد تكون مفترق طرق هام في مسيرة اللاعب الإيفواري، فتألقه -من حيث الظاهر- يزيد من خيارات مدربه ولكنه في الوقت ذاته ربما تسبب بحرج لإدارة النادي إذ ما اتخذت هذه الأخيرة قراراً ببيع اللاعب في فترة الانتقالات الشتوية أو الصيفية القادمة على أبعد تقدير