*- بقصر الثقافة مفدي زكريا من 24 إلى 29 نوفمبر اختار المهرجان الوطني لإبداعات المرأة، هذه السنة "الاسترجاع" كتيمة وموضوع أساسي لطبعته السابعة، والتي تم عنوانها ب"ريكيب أرت" أو فن الاسترجاع، من التحويل إلى التجديد، والتي تم افتتاحها بقصر الثقافة مفدي زكريا، وسط حضور كبير ضم عارضين ومدعويين، وبعض نواب غرفتي البرلمان وبعض الجمعيات، وكذا ممثلي عدد من السفارات على غرار الملحق الثقافي لجمهورية إيران الإسلامية أمير الموسوي. تشارك في المهرجان 33 مبدعة قدمن من مختلف جهات الوطن بالإضافة إلى بلجيكية هي ناتالي أندريس. وقد تم اختيار موضوع الاسترجاع حسب محافظة المهرجان التي أبانت الهدف من التظاهرة، وهي تتلو كلمتها الترحيبية على شرف المدعويين والعارضات، لما له من وثيق الصلة بالاهتمامات الاقتصادية الحالية للبلاد التي تعرف منعرجا اقتصاديا تنمويا جديدا، والغاية من ذلك الكامنة في توعية وتوجيه الجميع بضرورة تفادي التبذير، وبأنه يمكن لكل إنسان أن ينتج الأفضل وبكلفة أدنى وأقل بالاعتماد على العقلانية في الاستهلاك. مشيرة إلى الظاهرة الغريبة التي تتصف بالتكديس والتبذير والاستهلاك المفرط، جميعها تؤثر تأثيرا سلبيا على الموارد الطبيعية والبيئة. ولدى إعلانه عن الانطلاق الرسمي لفعاليات المهرجان، نيابة عن وزير الثقافة، أكد الأمين العام للوزارة أولبصير، أن هذا المهرجان هو من المهرجانات القليلة التي تهتم بالإبداع، وفي الفترة التي تشهد إعادة النظر في بعض المهرجانات، وما تنظيمه إلا اعتراف آخر بإبداعات حواء، وهو أضعف الإيمان، وأن موضوع الاسترجاع حسب المتحدث هو موضوع الساعة وهو متعدد الموضوعات، في زمن نعاني فيه ندرة في الثقافة. هي المرة الثانية التي يحتضن فيها القصر العتيق التظاهرة قصر الثقافة مفدي زكرياء. الذي يعد بحق أكبر الفضاءات الثقافية المخصصة لاستقبال التظاهرات الثقافية والعلمية في الجزائر العاصمة فمع مرور السنوات اكتسب المهرجان شهرة أكبر وجمهورا عريضا، ونظرا لموقعه المتميز على مرتفعات هضبة العناصر، وتنوع الفضاءات المخصصة للمعارض التي يحتوي عليها وقاعة المحاضرات التي تضم أكثر من 450 مقعدا، باحته الشاسعة وحدائقه الباهرة تجعل منه المكان المناسب وفق رأي كل من المشاركات والزوار على حد سواء لضمان حسن سير كل فعالياتهم. وبفضل هذه الطبعة سنكتشف من خلال المعارض والورشات كيف تعمل المبدعات على استرجاع وتحويل وإعادة توظيف المواد والأدوات وإعادة تقييمها من أجل إعطائها الصفة الجديدة باستعمال مختلف المواد الأولية كالمعدن، الخشب، الجلد، الزجاج، المطاط، القماش، ورق الصحف، الفلين، الكرتون وحتى قشور البيض وبقايا النخيل، ومنها أيضا كيفية تحضير بعض الأطباق من المواد الغذائية المتبقية. عرف المهرجان مشاركة العديد من المبدعات من مختلف الولايات، كل واحدة منهن تحمل في جعبتها منتوجاتها وأفكارها، وكيف بدأت عملها في مجال استرجاع القديم وتحويلة إلى الجديد في وجه آخر، من بقايا الزربية القديمة والمطاط المنسوج والحقائب القديمة والأقراص المضغوطة، وقارورات الماء وعلب الكرتون والألبسة القديمة، وسدادات الفلين والأصداف وغيرها، وستكون المبدعات في الموعد لتقديم أعمالهن، وذلك عن طريق ورشات التعليم وتنشيط المحاضرات والموائد المستديرة التي ستتناول النقاش حول استعمال البقايا وتحويلها. وعرف المعرض الذي قدم في صالتين أعمال فنية غاية في الأناقة والإبداع، لمبدعات محترفات وأخريات هاويات، تفنن في إنجاز تحف اعتبارا من مواد أولية مسترجعة كالورق والورق المقوى، القماش، عجلات مطاطية، البلاستيك، قارورات المياه ولحاء النخيل وبقايا الخشب. وتبرز من بين الأعمال الحاضرة قطع حرفية جميلة للزينة من إبداع الفنانة البجائية تمعزوزت بن موسى من الناصرية، وهي عبارة عن تصميمات لأدوات زينة، ومزهريات وأواني تقليدية وصناديق من أقمشة الخيش وبقايا الخشب وحتى من أوراق التين المجففة. وتحضر من جهتها لكحل لويزة من العاصمة وهي كيميائية متقاعدة، بإبداعات من ورق الصحف والكرتون تغلب على أكثرها الإيحاءات الإفريقية، أما رقية بن مسعود من تمنراست بطلتها الأنيقة، فجاءت بأعمال متنوعة، إكسسوارات نسوية وقطع أثاث ولوحات فنية. وقد عبرت الحرفية البلجيكية نتالي أندريس التي تشارك بالمهرجان لأول مرة بأعمال من الخشب والسيراميك والقماش والبرونز عن كبير إعجابها بالمعروضات، مؤكدة أنها مهمة جدا وتعكس رؤى ومضامين فنية راقية للفنانات العارضات. محاضرات، إرث الأجداد ورهان التنمية تنشطها رقية بن كريمة معلمة حرفية في صناعة السلال. رقية بن كريمة معلمة حرفية في صناعة السلال، تقطن وتعمل في ورقلة على ألياف النخيل كما أنها تكرس نفسها أيضا لتعليم وترقية هذا الميدان. ستقوم رقية بن كريمة خلال هذه المحاضرة بتسليط الضوء على واقع فن صناعة السلال من بقايا النخيل والاستراتيجية المتبعة لترقيته. كما ستقترح دراسة جدوى لمشروع إعادة تدوير بقايا النخيل بهدف تحفيز المرأة وخاصة الريفية على اكتشاف هذا العمل والاستثمار فيه. هندسة الاسترجاع، دعم للتنمية المستدامة من تنشيط سليمة مزري باجاجة، مهندسة ومعلمة وباحثة. أصبح ظهور إشكاليات جديدة اجتماعية واقتصادية وبيئية عاملا يحفز المهندس على إعادة التفكير في التوافق البيئي بين المنشآت و سلامة المحيط، وفي هذا الإطار يتم اقتراح هندسة معمارية بديلة تهدف إلى إعادة استعمال المواد وتثمين البنايات المتضعضعة، وبهذا تعرض الهندسة الاسترجاعية مشاريع بناء تحاول أن تلقى صدى عبر التحويل وإعادة التدوير وإعادة التدوير للأفضل وهي مفاهيم ينبغي تعريفها. فن الاسترجاع أو الاسترجاع في الفن رقية بن كريمة معلمة حرفية في صناعة السلال، تقطن وتعمل في ورقلة على ألياف النخيل، كما أنها تكرس نفسها أيضا لتعليم وترقية هذا الميدان. ستقوم رقية بن كريمة خلال هذه المحاضرة بتسليط الضوء على واقع فن صناعة السلال من بقايا النخيل والإستراتيجية المتبعة لترقيته. كما ستقترح دراسة جدوى لمشروع إعادة تدوير بقايا النخيل بهدف تحفيز المرأة وخاصة الريفية على اكتشاف هذا العمل والاستثمار فيه. مائدة مستديرة ستكون هذه المائدة المستديرة حول "استرجاع و إعادة تدوير الورق و الكرتون"، وكذا فضاء لتبادل التجارب والنقاش من تنشيط مبدعات تعملن بهذه المواد كالسيدة سليمة بوعوينة زروق "إعادة التدوير الفني للكرتون"، ڤوسم جلولي في الفن التشكيلي، لويزة لكحل "أدوات التزيين"، وستشرف على هذا اللقاء نصيرة مرواني "تصميم الحلي ولوازم الزينة". عرض فني عرض فني يتسم بالألوان والإيقاعات، ويمزج بين الحميمية والقدسية، يدعونا إلى سفر بهي عبر التراث الموسيقي النسوي لمنطقة الساورة. وتأسست "اللمة البشارية" في سنة 2015، من طرف الفنانة سعاد عسلة، وتعتبر هذه الأخيرة ثمرة اقامة ابداع نظمت في تاغيت قصد جمع الأغاني والموسيقى التقليدية النسوية لمنطقة الساورة، هو ذلك التراث الشفوي الذي توارثته البنات عن الأمهات عبر الأجيال المتعاقبة. وذلك عن طريق استعمال البندير، الطبل، القرقابو والقمبري. تقترح المجموعة المتكونة من 12 عازفة من مختلف الأعمار، منهن الفنانة المشهورة حسنة البشارية، عرض فني يجمع بين عدة طبوع موسيقية ك"الفردة" و"الديوان" بالإضافة إلى قصائد وأغاني تقليدية ل"الزفانات" و"الجباريات". هو عرض يبهج القلوب ويسر الأنظار.