تسببت عملية التلقيح ضد الحصبة في أوّل يوم من انطلاقها عبر المدارس ، أمس، في دخول أربع تلميذات بالعاصمة المستشفى بسبب تعرضهم لمضاعفات صحية إثر عملية تطعيمهم ، و قد أثار ذلك حالة هلع بعدد من المدارس ، فيما قرر العديد من الاولياء مقاطعة هذا اللقاح رغم تطمينات وزارية . و لم تنفع تصريحات وزارة التربية حول لقاح الحصبة و الحصبة الألمانية الذي من المقرر أن يستمر إلى غاية 15 مارس الجاري في طمانتها أولياء التلاميذ ، حيث قابلوا تصريحها بأن " العملية تخلو من أي شبهة" بعزوف كبير و مقاطعة واسعة لهذا اللقاح الذي تحوّل إلى محلّ شبهة و أثار هلعا كبيرا بالمدارس و حرّك موجة جدل . و في جولة استطلاعية بعدد من المدارس ، وقفنا على حالة من الهلع و الفوضى التي أثارها اللقاح الذي أرعب أولياء التلاميذ و أخرجهم من بيوتهم ليتجهوا للمدارس لمطالبة مدرائها بعدم تطعيم أبنائهم به ، معلنين مقاطعة تامة له ، خصوصا و أنه أثار شكوكهم و تخوفاتهم ، بسبب تسلّمهم وثيقة الموافقة عليه و الإمضاء عليها ، و هو ما لم يحصل مع باقي اللقاحات التي تتم في ظروف عادية دون الحاجة لموافقة الأولياء . حصلنا على هذه الوثيقة التي تحمل إمضاء مدير ابتدائية بمفتاح ، بولاية البليدة جاء فيها " في إطار إجراء الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة و الحصبة الألمانية المبرمجة بين وزارتي الصحة و التربية الوطنية ، يشرفني أن أعلمكم بضرورة هذا التلقيح لأبنكم " ، و أشارت الوثيقة إلى إجبارية التلقيح و حضور الأولياء ممّن يعاني أبنائهم من مشاكل صحية . و الجدير بالذكر أن هذه الوثيقة اقتصرت على عدد من المدارس دون غيرها ، رغم دعوة الوزيرة نورية بن غبريت الأولياء الى الإمضاء عليها . و في هذا الشأن يوضح كمال نواري ، ناشط تربوي أن الوثيقة هي اجتهاد شخصي من بعض المدراء و ليست رسمية من وزارة التربية أو وزارة الصحة. و شهدت عملية التلقيح في أول يوم لها تعرض أربع تلميذات بمتوسطة مصطفى الفروخي بباب الزوار بالعاصمة لمضاعفات صحية ، نقلن على إثرها إلى عيادة متعددة الخدمات بحي 5 جويلية من أجل تلقي العلاج ، و هو ما ضاعف من تخوّفات الأولياء بما فيهم من أمضوا الوثيقة ليعدلوا مجددا عليها . بتوجهنا إلى إبتدائية علي بومنجل بالعاصمة لمسنا تخوفا و عزوفا كبيرا لدى الأولياء ضد لقاح الحصبة الجديد ، خصوصا بعد الشبهة التي رافقت " لقاح "بونتافالون" قبل بضعة أشهر ،و الذي فتحت وزارة الصحة بشأنه تحقيقا قضائيا، بسبب الاشتباه في كونه وراء وفاة رضع . و أكّد حارس مدرسة بإبتدائية السواكرية بمفتاح ، أن المدرسة شهدت توافدا كبيرا منذ الصبيحة من طرف الأولياء الذين لم ينقطعوا عنها معلنين عزوفهم ، كما شهدت ابتدائية "عبد المجيد علاهم " بالرويبة عزوفا ضد اللقاح ، فيما أوضحت سيدة من عنابة أنها توجهت إلى ابتدائية ابنتها و حذّرت مديرتها من تطعيمها ، خصوصا و أن العديد من المدارس لم تركز على وثيقة الموافقة و اعتبرتها شكلية ، و تجاوز اللقاح الجديد حدوده ليصل إلى تصريحات شرفية من الأولياء إلى المدراء ، إذ تقول إحدى السيدات " لقد توجه زوجي إلى البلدية و قام بتصريح شرفي يؤكد فيه مقاطعته لهذا اللقاح و يحمّل فيه مسؤولية تسببه في أي مضاعفات صحية لإبننا في حال تطعيمه " . و أكدت إحدى الممرضات على موقع التواصل الإجتماعي " فايسبوك " حضورها اجتماعا بخصوص هذا اللقاح و أن اللجنة المجتمعة لم تكن تملك المعلومات الكافية بشأنه ، مؤكدة أنها ستعمل ما بوسعها لعدم تجربته على أطفال عائلتها و كل التلاميذ . و أكدت معلمة بالبليدة تسلمها موافقتين فقط لإجراء اللقاح ، في قسمها الذي يضم أزيد من ثلاثين تلميذ ،و من جهته أكّد ولي تلميذ بالعاصمة يعمل بقطاع الصحة موافقته على تطعيم إبنه و أن اللقاح لا يحمل أي مضاعفات. من جانبه ندد المكلف بالإعلام بوزارة الصحة ، سليم بلقاسم ، بحملة التهويل والإشاعات، التي طالت اللقاح الحصبة والحصبة الألمانية ، من طرف أطراف مجهولة ، أدت إلى عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم ، مؤكدا " أن الوزارة قامت بإجراءات قانونية لكل من سولت نفسه التلاعب بصحة التلاميذ ". وقال بلقاسم، في اتصال مع " الجزائر الجديدة " ،أن وزارة الصحة لجأت لإخماد الجدل الدائر حاليا حول خطورة التلقيح الموجه لتلاميذ الأطوار الثلاث ضد الحصبة الألمانية، بعقد ندوة صحفية بمقرها نشطها أمس مدير الوقاية، ومختص من اللجنة الوزارية المكلفة بالتلقيح، وممثل عن المنظمة العالمية للصحة وأيضا مدير معهد باستور .