صدر حديثا عن الدار العثمانية، كتاب جديد للدكتور أحميدة عميراوي، عنوانه "دور حمدان خوجة في تطور القضية الجزائرية (1827-1840)"، الكتاب رأى النور بدعم من وزارة الثقافة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، ويقع في 258 صفحة من الحجم العادي ويضم ملاحق في 38 صفحة أخرى. هو بحث نال به الكاتب الباحث شهادة الماجستير بتقدير جيد في التاريخ الحديث بجامعة قسنطينة قسم علم الاجتماع . يرى المؤلف في مقدمته أن البحث في القضية الجزائرية وتطورها خلال الفترة الأخيرة من العهد العثماني والعشر سنوات الأولى من الاحتلال الفرنسي، يعد من أهم الدراسات في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر، وتعد دراسة شخصية حمدان خوجة حسب المؤلف ودورها في تطور القضية الجزائرية وتعد من الدراسات الجديرة بالاهتمام نظرا لما لهذه الشخصية من أبعاد سياسية وفكرية وإصلاحية وعلى الرغم من أهميتها إلا أنها لم تنل حظها من البحث، وظلت مجهولة كغيرها. حمدان خوجة هو من الكراغلة من أم جزائرية وأب تركي كان مستشارا في حكومة الداي ولد حوالي 1773 بالجزائر العاصمة. جاء الكتاب في خمس فصول وخاتمة تلاها ملحق ومصادر ومراجع البحث. يتناول الفصل الأول من الكتاب تطور الساسة الدولية وأثرها في إضعاف وجاق الجزائر، والحملة الفرنسية على الجزائر وردود الفعل الدولية، الفصل الثاني فيتطرق إلى حياة حمدان خوجو وآثاره، أصله ومولده ومحيطه الثقافي وثقافته وآثاره العلمية وأثاره الإصلاحية، وفي الفصل الثالث حمدان خوجة وتطور القضية الجزائرية في الفترة من (1827-1840)، وكذا ردود الفعل لدى الباب العالي وبريطانيا، ودور الجزائريين في القضية الجزائرية، ومهمة حمدان خوجة إلى قسنطينة، وفي الفصل الرابع حديث عن تطور القضية الجزائرية ونشاط حمدان خوجة، وعلاقات الرجل برجال الدولة العثمانية، ومراسلات حمدان من فرنسا، أما الفصل الخامس فيتطرق بعمق إلى القضية الجزائرية وتطورها في تلك الحقبة. ويرى الكاتب أن دراسة دور حمدان خوجة في هذه القضية هام للغاية إذ كانت له مواقف متميزة تجاه الاحتلال الأوروبي تعتبر حسبه فريدة من نوعها في الفضاء العربي الإسلامي آنذاك. مر هذا الاحتلال بمراحل حصار وغزو وتوسع واستيطان، وخلال هذه المراحل تطورت القضية الجزائرية من قضية خاصة بالحكومة الفرنسية إلى قضية فرنسية شغلت اهتمام الفرنسيين حكومة وبرلمانا وشعبا، ومنها إلى قضية ثنائية فرنسية جزائرية، ثم إلى قضية دولية أخذت حيزا من اهتمام دول وشخصيات أمثال "الباب العالي" بريطانيا، روسيا، بروسيا، النمسا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وباي تونس ووالي مصر. وكان حسب الكاتب الفعل الجزائري مؤثر وبخاصة فعل النخبة الوطنية ومنهم حمدان خوجة، ويشعر الكاتب بالتقصير في ميدان البحث والتأليف، وهو يضع عمله هذا بين أيدي القراء رغم كونه صاحب باع في الكتابة بعد الثلاثين عملا المقدمة والتي آخرها تقديم مخطوط بغية الطالبين لما تضمنته أم البراهين ومواقف نضالية وإصلاحية.