قال مخرج "العطب" فوري بن براهيم، بعد الإشاعات التي تم تداولها في أن الطبعة القادمة ال13 لن تسمح للمخرجين بالمشاركة بأكثر من عمل واحد، بأنه أمر لا يجد له سببا، حيث بدا منفعلا ومستغربا من هكذا قرارات لأنه اعتبر نفسه معنيا بعد مشاركته في هذه الطبعة بعملين الأول "انتحار الرفيقة الميتة" في أول يوم من عمر المهرجان بالإضافة إلى العرض الثاني "العطب"، قائلا في النهاية "شرف لي أن يتم تغيير القوانين بسببي" كإشارة منه لتفوقه. وعن "العطب" أوضح المخرج على هامش العرض، أنه يفضّل أن يترك المجال للجمهور لتكوين قراءات العمل، لكنه أراد الإشارة إلى هذا النوع من المسرح الذي يدخل ضمن الكوميديا السوداء فالمشاهد يعيش من الدراما ما يكفيه، بالتالي شيء من التنفيس سيكون مفيدا وممتعا في ذات الوقت، موضحا أن الهدف كان جلب الجمهور بطريقة هزلية لكنها مدروسة، حتى لا يحس بالسوداوية التي يتميز بها النص لو جاء في قالب درامي، لأن النسخة الأصلية تركز بدرامية على المحاكمة النفسية والفردية، مشيرا أن تجربة "العطب" مهمة بالنسبة له يحبها منذ اختياره للنص الذي طلب من نوال كعباش اقتباسه وكتابته في شكل نص مسرحي لأن حبكة الرواية قوية وكانت تحتاج إلى من يتمكن من تلخيصها في نص بلمسة جزائرية. وبشأن السينوغرافيا، أكد المخرج ذاته أنه اختارها بسيطة لكنها مدروسة، وكانت محاولات الخروج منهم من حين لآخر بفلاشباكات للتغيير، بالإضافة إلى الإضاءة، مضيفا أنه لم يعد التركيز فقط على محتوى النص فالشكل مهم أيضا وله وزنه في الفن المعاصر، فلم يعد عصر الكلمة لوحدها، والهدف هو جلب الجمهور للقاعات، ورغم ذلك فإن السينوغرافيا ليست الأداة القوية في هذا العرض. وعن عدم ورود رسالة واضحة في نهاية العمل، قال المخرج أن الرسائل يقدمهم موزع البريد، حيث أنه يتواجد بالإبداع أكثر من تركيزه على تقديم الرسائل، ثم إن -يوضح- المسرحية كلها عبارة عن رسالة، ونهاية "العطب" رغم كوميديتها إلا أنها رسالة بطريقة معينة وتفتح أبوابا أخرى للنقاش. من جهتها قالت الناقدة المسرحية جميلة زڤاي، أن المخرج فوزي بن براهيم قد خرج من قالبه الذي تعودت عليه الخشبة لحد أنه أقنعها بهذا العمل الذي أخذ من كل أنواع الكوميديا على كل المستويات التي كانت مدروسة وبدون استجداء المتلقي، مضيفة أنه كان هناك اشتغال على الفضاء وكذا اللعب بالكلمات والتكرار الجميل، مشيرة إلى أن السينوغرافيا لعبت على التثليث بداية بالأضواء إلى اللباس والألوان، وكذا لغة العرض التي وصفتها ب"المحمومة" و"المشفرة" وأيضا الأداء المبهر للممثلين، كاشفة أيضا عن إعجابها بمشهد مجلس المجمع الذي اعتمد على الجدية والايحاء كما أنه فتح شهية التأويل. وفي كلمته وصف الأستاذ جمال سعداوي، النص بالقوي وبأن العرض احتوى كلا متكاملا من النص والإخراج والأداء التمثيلي حيث أن الممثلين كانوا في أريحية، مشيرا أن النص جيد لأنه اتكأ على كاتب معروف بكتاباته المتسمة بالبعد الإنساني، كما أن هناك عمل جاد في الإخراج، بحيث أن هذه الكوميديا لم تسقط في التهريج ولو للحظة، مشيرا إلى أن السينوغرافيا قد تخلت عن الجمالية البصرية وافتقدت أيضا للرمزية.