وفور ثبوت شهر رمضان في المناطق المسلمة في الهند تعم الفرحة جميع المسلمين، ويتبادلون عبارات التهاني والفرح, وتكتسي الشوارع في الأحياء المسلمة حلة جديدة. ويعتمد المسلمون في الهند على معرفة هلال شهر رمضان من القضاة الشرعية في كل منطقة و قرية، وإن لم يوجد هؤلاء القضاة فإنهم يعتمدون على أئمة المساجد والعلماء، فهم لا يتعرفون بالحسابات الفلكية إلا القليل منهم. ويستعد المسلمين في الهند لاستقبال رمضان من أواخر شهر شعبان، فيقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية لبدء الزيارات الأسرية، كما يتم بث الإذاعة والتليفزيون برامج رمضانية دينية، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات علمية وندوات ثقافية، فليس لديهم مسلسلات كما يوجد في البلاد العربية. الإفطار بالملح تصل عدد ساعات الصوم 12 ساعة، ويبلغ تعداد المسلمين في الهند حاليا نحو 250 مليون نسمة أي ما يعادل 18% تقريبا من إجمالي تعداد السكان. ومن أبرز عادتهم في الإفطار أن لم يوجد مياه أو تمر فيفطروا على قليل من الملاح استندا إلى قول تذكره بعض كتب الحنفية أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح. كما أن كل ما يهم الهنود في شهر رمضان هو أداء الصلاة في المساجد حارصين على ختم القرآن، ومن الشيء المختلف عن البلاد العربية أن السيدات هناك لا تذهب إلى المساجد ولكن يقومن بأداء الصلاة في زاوية أو مدرسة دينية . مائدة رمضان تمتاز المائدة الهندية بأكلات خاصة عند الإفطار والسحور حيث يتناولون "الغنجي" وهي حساء اعتادوا عليه في رمضان لما تمنحه للصائم من قوة وتذهب الظمأ، فهي تصنع من دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات وتطبخ في الماء فيتناولونها في الإفطار ويبعثون ببعضها للمساجد. ويهتم مسلمو الهند بأكل الفواكه بأنواعها في هذا الشهر الفضيل, سواء التمر أو البرتقال أو العنب وغيرها الكثير، وكذلك شراب "الهرير" الذي يعد مشروبهم المفضل في هذه الأيام عند الإفطار ولا يتطلب عمله سوى طبخه بالحليب والسكر واللوز. وهناك من يفضل شراب عصير جوز الهند على وجبة الإفطار، ويشربونه بالملاعق المصنوعة من قشور جوز الهند، معتقدين أن هذا المشروب يزيل تعب الصوم، وينشِّط الصائم للعبادة ليلاً. ومن العادات المخالفة للسنة عند أهل هذه المناطق تأخير أذان المغرب، وتقديم أذان الفجر احتياطًا للصيام. التراويح: يحرص المسلمون بالهند على صلاة التروايح والإطالة فيها حتى تصل في بعض المساجد إلى عشرين ركعة، وفي بعض الآخر يكتفون بصلاة ثمان ركعات، يتخللها أحيانًا درس ديني، أو كلمة طيبة يلقيها بعض أهل العلم المتواجدين في تلك المنطقة، أو بعض رجال الدعوة الذين يتنقلون بين المساجد، داعين الناس للتمسك بهدي خير الأنام . ومن العادات المتبعة أثناء صلاة التراويح، قراءة بعض الأذكار، كقولهم: (سبحان ذي الجبروت والملكوت، والكبرياء، والعظمة، سبوح قدوس، رب الملائكة والروح ) كما يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكرون أسماء أولاده، والحسن والحسين، وفاطمة الزهراء، وأسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، كل هذا يكرر بعد كل أربع ركعات من صلاة التراويح . ومن عادات المسلمين هناك توزيع الحلوى والمرطبات على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح. جمعة وداع رمضان تسمى الجمعة الأخيرة من رمضان ب "جمعة الوداع"، ويعتبر المسلمون هناك هذه الجمعة مناسبة عظيمة للاجتماع والالتقاء، فتشهد المساجد حشوداً غفيرة من المسلمين؛ ولأجل هذا الاجتماع تغسل الشوارع والساحات المجاورة للمساجد يوم الخميس الأخير من رمضان، كما يُمنع مرور الناس في تلك الشوارع والساحات المحيطة بالمساجد، ويبقى هذا الحظر ساري المفعول إلى وقت الانتهاء من صلاة الجمعة، حيث تصل صفوف المسلمين وقت أداء الصلوات قرابة ثلاثة كيلو مترات من كل جانب من جوانب المسجد. ليلة القدر والمسلمون في الهند يحافظون على سنة الاعتكاف، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان؛ وهم يولون عناية خاصة بليلة القدر على وجه أخص، وهي عندهم ليلة السابع والعشرين. وهم يستعدون لإحياء هذه الليلة بالاغتسال والتنظف ولبس أحسن الثياب، وربما لبس بعضهم الجديد من الثياب، احتفاءً بهذه الليلة، وتقديرًا لمكانتها. ومن العادات المعهودة في صباح هذه الليلة - ليلة السابع والعشرين - عندمسلمي الهند زيارة القبور، حيث يخرج الجميع إلى المقابر لزيارة موتاهم، وقراءة ما تيسر من القرآن عند قبورهم . المسلمون والحكومة الهندية تتعامل الدولة في الهند مع شهر رمضان الكريم بتقدم التسهيلات للمسلمين في أداء شعائرهم ومناسكهم الرمضانية كذلك في تنظيم الفعاليات الثقافية والدينية خلال هذا الشهر، لكن ليس هناك إجازة رسمية ولا تعديل في المواعيد الرسمية سواء عمل أو دراسة خلال الشهر، أما عيدا الفطر والأضحى ففيهما إجازة عامة على مستوى البلاد, كما يراعى أن تبتعد مواسم الامتحانات العامة والانتخابات عن شهر رمضان والأعياد.