وكانت لجنة الوساطات قد حسمت أمرها في قضية سليمة غزالي، المستشارة السياسية السابقة للراحل حسين آيت أحمد، وقضت بفصلها نهائيا من أقدم حزب معارض في البلاد، لتضاف بذلك إلى قيادات أخرى محسوبة على عائلة آيت أحمد، على غرار عضو القيادة الجماعية السابق، رشيد حاليت، ورئيس المجموعة البرلمانية السابق للحزب بالمجلس الشعبي الوطني، شافع بوعيش الذي جمدت عضويته في الحزب لمدة ستة أشهر بقرار من لجنة الوساطات في الحزب . وكان يوغورطة آيت أحمد وهو نجل الراحل حسين ىيت أحمد، الصحفي العامل بالعديد من المؤسسات الاعلامية السويسرية من بينها "لوماتان"، قد زار الجزائر مؤخرا والتقى بسليمة غزالي، وقدم لها دعم عائلته، غير أن هذا الدعم لم يقدم ولم يؤخر في قرار لجنة الانضباط، التي لم تعره اي اهتمام. أول رد فعل على هذا القرار جاء على لسان ممثل الحزب في مجلس الأمة، عن ولاية تيزي وزو، حسين هارون، الذي أدان القرار في منشور بصفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكتب: "تم للتو إقصاء سليمة غزالي، كما أقصي قبلها رشيد حاليت، فضلا عن العشرات من المنتخبين المحليين والعديد من إطارات الحزب، الذين يعتبرون بمثابة مادة رمادية وذكاء ونخبة.."، ودعا بالمناسبة إلى وقف هذه التجاوزات بحق مناضلي الحزب. واضاف هارون في موقفه: " لقد تجرأوا.. لقد فعلوها" مخاطبا القيادة الحالية لجبهة القوى الاشتراكية، التي اتهمها بالتوجه نحو تفجير الحزب بسبب مواقفها غير المدروسة. ومعلوم أن سليمة غزالي كانت قد نشرت مقالا الصائفة المنصرمة حول الجيش الوطني الشعبي، وهو المقال الذي قادها للإحالة على لجنة الانضباط التي قضت أخيرا بفصلها من الحزب. وتعتبر سليمة غزالي من أقرب المقربين للراحل حسين آيت أحمد، ومن ثم لعائلته، فقد قضت سنوات مستشارة سياسية لدى المؤسس التاريخي لأقدم حزب معارض في البلاد، وذلك بالرغم من محاولات نجل آيت أحمد لإنقاذها من مقصلة لجنة الانضباط. ويعني إقصاء الموالين للمؤسس التاريخي للأفافاس، أن الحزب خرج من وصاية آل آيت أحمد.