يحيي حزب جبهة القوى الإشتراكية بعد أيام الذكرى الاولى لرحيل الزعيم التاريخي حسين آيت احمد ،في ظرف عصيب يتسم بانشقاقات و استقالات و تراشقات اتخذت منحى خطيرا مؤخرا بشكل بات ينبئ بانفجار اقدم حزب معارض في الجزائر خصوصا في ظل المؤشرات المتداولة حول حياد أفافاس بوشافة على الخط السياسي و المبادئ الأساسية التي رسمها الدا حسين ، و يحدث كل هذا في وقت تتشبث فيه القيادة بالقول إن هذه الصراعات محض ظاهرة صحية تعبر عن الزخم الإيديولوجي داخل الافافاس. بعد أقل من أسبوع على إنعقاد المجلس الوطني الذي أقر مشاركة الأفافاس في الإنتخابات التشريعية و المحلية المقبلة،عادت الصراعات و التصدعات لتضرب ما تبقى من حزب الدا حسين ،حيث تداولت بعض المصادر استقالة البرلماني والسكرتير الأول السابق، أحمد بطاطاش من صفوف الأفافاس في خطوة مفاجأة تعكس حدة الصراع داخل أقدم حزب معارض في الجزائر. وتأتي استقالة بطاطاش وهو برلماني منتخب عن ولاية البويرة وكان سكرتيرا أولا للأفافاس بعد أيام من إقصاء عضو الهيئة الرئاسية رشيد حاليت من صفوف الحزب بقرار إتخذته لجنة الإنضباط، حيث عاش الأفافاس أزمة داخلية حادة، فيما عرف بقضية القيادي رشيد حاليت الذي كان أحد أفراد الهيئة الرئاسية التي تشكلت لتعويض الراحل حسين آيت أحمد، إذ أعلن الحزب عن إقصاء حاليت، بسبب ارتكابه أخطاء كلفته تحويل ملفه أمام لجنة تسوية النزاعات، والتي قضت بإقصائه من الجبهة، والذي اعتبر ما حدث له بأنه انقلاب، مشدداً على أن أعضاء الهيئة الرئاسية مسؤولون أمام المؤتمر، ولا يمكن المساس بهم إلا بعد عقد المؤتمر المقبل للحزب، وأنه يعتبر نفسه باقياً في منصبه حتى المؤتمر السادس المقبل،واتهم حاليت جهات داخل الحزب شكلوا نواة للتفرقة والفتنة. و برر المسؤول الاول في الحزب عبد المالك بوشافة إقصاء رشيد حاليت بالقول أنه كان لأسباب انضباطية ولا يمكننا ذكرها لأنها داخلية"، مضيفًا إنه "رفض الحضور أمام لجنة الانضباط رغم توجيه 3 استدعاءات له". وذكر بوشافة إن حزب الأفافاس "لا يأكل أبناءه كما يروج له بعض الإطراف وإنما هم من يغادرونه بمحض إرادتهم"، مشيرًا في سياق متصل إلى أن الحزب لن يذهب إلى مؤتمر استثنائي كما تم تداوله إعلاميا. وقال الأمين الوطني الأول للحزب إن جبهة القوى الاشتراكية لا يعيش أزمة داخلية، وأن الحزب سيظل وفياً للمبادئ الأساسية التي رسمها الراحل حسين آيت أحمد مؤسس الحزب ورئيسه السابق، معتبرًا أن مناضلي الحزب سيظلون أوفياء لهذا الخط السياسي، ولا يمكن أن يتأثروا بما يقال هنا وهناك. و من المرتقب أن يشهد نهاية هذا الاسبوع تجدد الصراع بين فرقاء الأفافاس حيث يعقد مجلس وطني استثنائي للشروع في إعادة هيكلة الأمانة الوطنية، و هو نفس الشيئ المتوقع خلال انعقاد مؤتمر المنتخبين في جانفي المقبل لمناقشة خطة الاستحقاقات المقبلة . و تأتي كل هذه المشاكل الداخلية في وقت تحضر فيه جبهة القوى الاشتراكية لتخليد الذكرى الأولى لوفاة الزعيم السياسي و التاريخي المرحوم حسين آيت احمد و التي تصادف ال23 ديسمبر، فبأي حال تركت الأفافاس يا دا حسين ؟ !.