لهذه السنة بالجزائر "العيش معا في سلام" وحضرته 48دولة من القارات الأربع ،بالإضافة إلى البلد المنظم الجزائر. وخلال الندوة التي عقدها محافظ التظاهرة الثقافية السنوية، كشف حميدو مسعودي أن عدد الزوار قد تعدى عتبة المليوني زائر ليصل إلى مليوني و300 ألف زائر في اليوم الأخير من أطوار الصالون، عند الساعة الحادية عشر صباحا، وقد كان يوم الذروة الموافق ل1 نوفمبر وهو يوم عطلة حيث تجاوز عدد الزوار 630 ألف زائر، تماما كما عرف اليوم الموالي 2 نوفمبر 300 ألف زائر. وهو إقبال منقطع النظير، وسيتجاوز عدد من يحضر ويزور الصالون يقول حميدو في نهاية الصالون وعند الاختتام مليوني و300 ألف زائر، نظرا للتوافد الكبير للجمهور.وفند مسعودي مزاعم بعض المتحدثين من أن يكون الزوار قد جاؤوا فقط في سياحة ثقافية وللتفسح حيث أن الواقع يثبت العكس، ودور النشر الحاضرة الوطنية منها والعربية والدولية تؤكد أنها حققت مبيعات معتبرة. وقد سجل انسحاب دار نشر واحدة لأسباب تجارية بحثة ليبلغ عدد دور النشر المشاركة 1016 دار نشر. كما قال بأن 160 شخصية من بينهم 5 كتاب مرموقين على راسهم حامل جائزة نوبل للآداب مويان في 2012 حضروا في جناح الصين، ضيف شرف التظاهرة حيث خصص لها فصاءا مميزا بالجناح المركزي. جناح الصين الذي عرض كتبا باللغات الصينية، العربية والانكليزية، وعرف إقبالا كبيرا والصينيين كانوا مبهورين بهذا العدد المتنامي من الزوار، وقد نفذت كل الكتب المترجمة إلى العربية. كما انه تم امضاء بعض الاتفاقيات بين الناشرين الصينيينوالجزائريين في ميداني النشر والترجمة، الصين ضيف شرف الصالون لكونها اول بلد غير عربي اعترف في 22 سبتمبر 1958 بالحومة المؤقتة الجزائرية.تم عرض 300 ألف عنوانا في هذا الصالون ال 23 للكتاب ويجمع الناشرون محليين كانوا أو عربا أو دول أجنبية على حجم المبيعات وهم مبهورين -يقول حميدو- بالإقبال. وقد تنوعت الكتب المعروضة في الرواية، الكتاب العلمي، الجامعي، الديني الذي يعتمد الوسطية وينبذ التطرف وبدون فتاوي من اناس لا يحبون الخير لديننا الحنيف. ويرى مسعودي أن أسعار الكتب كانت مقبولة عدا الكتب العلمية والجامعية التي هي مرتفعة. شهد الصالون تنضيم محاضرات ولقاءات ومنصات حضرتها قامات ادبية وعلمية وثقافية من بينها محاضرة الصيني مويان، غوستا غافراس صاحب فيلم "زاد"، و« جيل موشيرو" الذي كتب عن "موريس أودان"، وزير التربية السابق أحمد جبار، رشيد بوجدرة ووزير الثقافة السابق جابر عصفور من مصر، شكري مبخوت من تونس. كما زار المعرض وزير الثقافة الكوبي ومعه عدد من الكتب تحضيرا لأن تكون الجزائر في فبراير القادم ضيف شرف معرض كوبا الدولي.لم تقتصر الزيارة المكثفة –يؤكد مسعودي- على الجناح المركزي كما جرت العادة، بل كانت كل الأجنحة بما فيه، الأهقار، القصبة وخاصة جناح الطفل مقصد العائلات والأطفال والزوار على اختلافهم من أجل اقتناء الكتب للأبناء في مجال شبه المدرسي والقصة. عرف الصالون 100 ضيف محاضر 70 بالمائة من الجزائر، والبقية من كل القارات.60 عنوانا من الكتب تم التحفظ عليها خلال هذه السنة خلاف السنة الماضية 2017، حيث تم سحب 130 عنوانا، ويؤكد حميدو أن الكتب الممنوعة هي التي تمجد الإرهاب، أو تدعو إلى التفرقة، الداعية إلى العنصرية او تخدش الحياء. وقد تابعت لجنة القراءة والمتابعة التي كانت -بتعبير مسعودي- تصول وتجول خلال أيام المعرض حتى تتفادى اي هفوة وان يتسلل عنوان من الكتب المتحفظ عليها، وقد تم فعلا سحب 8 عناوين عزاها مسعودي إلى السحر والشعوذة عرضها جناح لا يمثل بلده ولم يحضر هو نفسه بل اكتفى بجعل شخص جزائري يعمل بالإنابة عنه، كما هذا الجناح لم يدفع مستحقات المعرض، مما دفع الجهة المنظمة إلى غلقه في ثالث يوم من الصالون. كما أن هناك عنوانا واحدا سحب من دار الشحرور اللبنانية ثم أعيد للجناح العارض كونه لا يتعارض مع قانون الصالون. شكر حميدو مسعودي عددا من دور النشر التي أخذت على عاتقها تنشيط الصالون من خلال تنظيم لقاءات ثقافية وفكرية، كما هو الشأن في جناح وزارة الثقافة، المجلس الإسلامي الأعلى، الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، البرزخ، الشهاب والحكمة مما خفف العبء على محافظة الصالون.ومن جهة أخرى أكد حميد مسعودي ان قصر المعارض الصنوبر البحري "سافكس" تجاوزته الأحداث ولم يصبح بشكله الحالي ملائما وقادرا لاستيعاب هذه التظاهرة على غرار ما يعمل به في الدول الأخرى، واشتكى من كون بعض الأجنحة عرفت مع موسم الإمطار تساقط قطرات المطر على معروضاتها من الكتب مما جعله في حرج، خاصة جناح الصين ضيف شرف التظاهرة. وعن الشركة المكلفة بإجراء سبر للآراء وتقديم معطيات وإحصائيات علمية ودقيقة حول الصالون، وعد مسعودي أن النتائج ستكون حاضرة بعد أسبوعين وسيوافي بها الإعلام.وأرجع محافظ الصالون ارتفاع أسعار الكتب إلى انخفاض العملة الوطنية مقابل الأورو والدولار وقال بأن كتب الطب وجراحة الأسنان هي الأرفع ثمنا. وعن البيع بالجملة في أخر أيام الصالون وهي مطالب الدور الاجنبية المشاركة، قال حميدو انه يتعارض والقانون ساري المفعول للمعرض والقائل بتوجه الصالون للجمهور والذي يؤكد على البيع بالتجزئة.وشكر مسعودي الجهات الممولة موضحا أن ميزانية الصالون كانت هذه السنة 60 مليون دج، وقد وعدت الجهات الوصية برفعها في الموسم القادم.