الإعياء والإرهاق ابرز علامات اليوم السابع من مؤتمر 'فتح' أعادت لجنة الانتخابات في المؤتمر العام السادس لحركة 'فتح' فتح باب الاقتراع والتصويت بعد ساعات من إغلاقه، وذلك لاكتشاف 100 عضو من قطاع غزة لم يصوتوا. وأكد عزام الأحمد بأن إعادة فتح باب الاقتراع بعد إغلاقه فجرا وتمديد التصويت كانا بسبب عدم تصويت أعضاء من غزة، محملا لجنة الانتخابات المسؤولية عن ذلك الخلل كونها لم تتصل بهؤلاء الأعضاء من أجل السماح لهم بالمشاركة في التصويت لاختيار أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري الجديدين. وكانت حركة حماس منعت أعضاء المؤتمر العام السادس لحركة فتح من السفر من قطاع غزة للمشاركة في المؤتمر مما أجبرهم على المشاركة في المؤتمر ترشيحا وتصويتا عن بعد ومن خلال وسائل الاتصال. من جهته أكد حسام خضر أحد قادة حركة فتح احد المرشحين لعضوية اللجنة المركزية بأن حماس أثرت على كل شيء في المؤتمر العام لفتح حتى أنها أثرت على عملية فرز الأصوات، على حد قوله. وأضاف خضر قائلا ل 'حماس أثبتت من جديد بأنها أثرت بشكل كبير في المناخ العام لمؤتمر فتح لدرجة أن لها علاقة في الكثير من الأمور الإدارية التي اضطررنا للصمت عليها وتمريرها خوفا من فشل المؤتمر'، مشددا على انه تم تمرير إجراءات إدارية مخالفة للقانون على حد قوله والسكوت عليها بحجة منع حماس من إفشال المؤتمر العام لفتح. وعند سؤاله عن تلك الإجراءات الإدارية التي كان لحماس وقرارها منع أعضاء غزة من المشاركة في المؤتمر العام لفتح دور فيها قال خضر: كل ما رافق عمل اللجنة التحضيرية لا يعبر عن أي وعي ودراية، ومع هذا لم نتطرق لها بالمؤتمر واضطررنا للسكوت عليها بسبب حماس'. وأشار خضر الذي ترشح لعضوية اللجنة المركزية أن قرار حماس منع أعضاء المؤتمر العام السادس لحركة فتح من أبناء قطاع غزة من المشاركة فيه من خلال منعهم من مغادرة غزة تم توظيفه من قبل البعض 'لتمرير بعض الإجراءات التي كان لا يمكن السكوت عليها'. وشدد خضر على أن العملية الانتخابية للجنة المركزية والمجلس الثوري التي جرت الليلة قبل الماضية شابها خلل إداري كبير على حد قوله. وأضاف قائلا 'إداريا كان هناك عجز وفشل ملفتين للنظر في إدارة العملية الانتخابية' في إشارة إلى كيفية الدخول لصناديق الاقتراع وعملية الاقتراع حيث أشار إلى انه لم يكن هناك سرية انتخابية. وأوضح خضر بأن العضو الذي كان ينتخب كان يشعر بأنه ينتخب على الهواء مباشرة في إشارة إلى أن كل عضو عندما كان يقوم بتعبئة ورقة الاقتراع الخاصة به يكون أكثر من عضو في القاعة - ينتظرون دورهم للاقتراع - يراقبونه والأسماء التي يختارها لعضوية المركزية والثوري. وانتقد خضر ترتيب صناديق الاقتراع التي كانت تسمح للمنتخبين بمراقبة بعضهم البعض وهم ينتظرن دورهم في قاعة الانتخابات، مشيرا إلى انه عندما جلس ليعبئ ورقته الانتخابية كان هناك أكثر من عضو بجانبه ينتظرون دورهم وينظرون إلى ورقته الانتخابية المكشوفة لهم مما حرمه من السرية وحرية الاختيار وادخله باب المجاملات. وكان أحمد الصياد رئيس لجنة الانتخابات في المؤتمر الحركي السادس أعلن أن عدد المقترعين الذين كانوا يدخلون لقاعة صناديق الاقتراع بنفس اللحظة كانوا 99 شخصا. وأشار خضر إلى أن عملية الانتخابات التي جرت في المؤتمر العام السادس لحركة فتح شهدت تأثيرات خارجية على المنتخبين عند صناديق الاقتراع من خلال مراقبة الناخبين لبعضهم البعض. وكان العشرات من أعضاء المؤتمر يدخلون مع بعضهم البعض لقاعة الصناديق وينتظرون على الدور بجانب الصناديق مما يسمح لهم بمعرفة من انتخب من. وقال خضر 'أنا عندما جلست لتعبئة ورقتي الانتخابية لم استطع ممارسة قناعاتي لان الذي كان على يميني أو على شمالي يتطلع على ماذا اكتب من أسماء في الورقة'، وطالب بعلوشة الرئيس عباس بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة في كيفية عدم الاتصال بالعسكريين أعضاء المؤتمر من المتقاعدين وغير المتقاعدين مؤكدا على ضرورة ان تدلي هذه الفئة بأصواتها في انتخابات المؤتمر حيث تشكل نسبة كبيرة من أعضاء المؤتمر في قطاع غزة. ومن جهته قال النائب عن حركة فتح بغزة فيصل أبو شهلا 'أن هناك استياء كبيرا بين أعضاء فتح في غزة بسب حرمان 100 عضو من عملية التصويت'، في حين طالب النائب عن حركة فتح أشرف جمعة اللجنة الانتخابية القائمة على المؤتمر بسرعة الاتصال بمن لم يشارك من غزة. وفيما أدى قرار لجنة الانتخابات إعادة فتح صناديق الاقتراع من أجل السماح لأعضاء غزة الذين لم ينتخبوا بالتصويت لتأخير عملية فرز الأصوات بدا الإعياء والإرهاق واضحا على وجوه عشرات المرشحين لعضوية المركزية والثوري في اليوم السابع من المؤتمر العام لفتح المنعقد في بيت لحم منذ الثلاثاء الماضي في مدرسة تراسنطة. ولوحظ بأن معظم المرشحين لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري والداعمين لهم لم يناموا منذ صباح الأحد وما زاد من معاناتهم هو قرار لجنة الانتخابات تأجيل فرز الأصوات حتى عصر الاثنين مما زاد في حالة العياء والإرهاق التي أصيبوا بها وكانت بادية عليهم، خصوصا وان معظمهم ينتظر معرفة نتيجة الانتخابات بالثانية وليس بالدقيقة على حد قول بعضهم، وذلك في ظل المنافسة الشديدة التي شهدتها العملية الانتخابية بين العديد من التيارات داخل الحركة. وصوت العشرات من أعضاء قطاع غزة الذين منعتهم حركة حماس من التوجه إلى الضفة الغربية هاتفيا أو عبر الانترنت كما أفاد مسؤولون في فتح. وترشح 65 مرشحا إلى عضوية اللجنة المركزية التي تضم 23 عضوا و616 آخرون إلى المجلس الثوري، وخاضوا انتخابات وصفت بالحاسمة على صعيد احداث تغيير كبير في قيادة الحركة. وفي ذلك الاتجاه قال جبريل الرجوب الذي ترشح لعضوية اللجنة المركزية إن المؤتمر السادس لحركة فتح احدث انقلابا ابيض على كل مظاهر الشلل والخلل التي أصابت الحركة. وشدد الرجوب في تصريح صحافي لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية 'وفا' أن مؤتمر فتح السادس يعتبر انقلابا ابيض لأنه سيحدث تغييرا جذريا في الحركة بطريقة ديمقراطية.