عباس قد ينتقم من القدومي بإغلاق مكتبه في تونس تواصل حركة فتح استعداداتها لعقد المؤتمر العام السادس للحركة والمقرر عقده في الرابع من الشهر الجاري في بيت لحم داخل الأراضي المحتلة. ويتم ذلك وسط استمرار حركة حماس في رفضها السماح لقادة "فتح" الموجودين في غزة بمغادرة القطاع ما لم يكون المقابل الإفراج عن قادتها المعتقلين في الضفة الغربية، مع العلم أن قيادات كبيرة في "فتح" تطالب بعدم عقد المؤتمر إذا لم يسمح للأعضاء الموجودين في قطاع غزة بالمشاركة. * و رغم إجراءات المنع التي اتخذتها حركة حماس، فقد تمكن عشرات من أعضاء حركة فتح خلال اليومين الماضيين من التسلل متخفين بالزي البدوي من داخل قطاع غزة إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر. * ودخل أعضاء فتحاويين من سوريا ولبنان إلى الأراضي المحتلة للمرة الأولى في حياتهم وهناك وضعوا أكاليل الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، قبل أن يلتقوا الرئيس محمود عباس. وقد توعدت حكومة حماس السبت باعتقال ومحاكمة أعضاء فتح الذين غادروا القطاع، وأكدت وزارة الداخلية المقالة في بيان صحفي إن كل من تسلل للسفر خارج القطاع بشكل غير قانوني أو بتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي سيتم اعتقاله ومحاكمته فور عودته للقطاع. * ومن جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن السماح لقادة حركة "فتح" الموجودين في غزة بالمشاركة في المؤتمر؛ مشروطٌ بتنفيذ إطلاق سراح المختطفين من حماس لدى السلطة في الضفة الغربية. وفي حديث لصحيفة "الأهرام" المصرية نشرته أمس أوضح مشعل أنه لا مجال عن تراجع حماس عن موقفها واتهم الرئيس محمود عباس بالعمل على عرقلة هذه المبادرة من خلال إصراره على عدم الإفراج عن المختطفين من قادة حماس في سجون الضفة الغربية. واعترف خالد مشعل باتصالات أجرتها القيادة التركية والروسية للسماح لقادة فتح بالمشاركة في مؤتمر الحركة، مشيرا إلى أنها لم ترْقَ إلى مستوى الوساطة. * ومن جهة أخرى، أبلغت الرئاسة الفلسطينية العاملين في الدائرة السياسية التابعة لمنظمة التحرير في تونس أن مكاتب الدائرة في طريقها للإغلاق تماما، وهو ما اعتبره البعض عقابا لرئيس الدائرة فاروق القدومي على خلفية تصريحاته الأخيرة التي اتهم فيها عباس بالتورط في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بمشاركة محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في غزة، وبالاتفاق مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، وضباط كبار في المخابرات الأمريكية والإسرائيلية. وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أنه من المتوقع أن تكتمل خطوات إغلاق هذه الدائرة مباشرة بعد انتخاب الأعضاء الجدد في اللجنة المركزية لحركة فتح خلال المؤتمر السادس. * ورأت مصادر في حركة فتح أن خطوات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التنظيمية والإدارية بخصوص إغلاق الدائرة السياسية "تمهد لقرار تنحية رئيس الدائرة فاروق القدومي عن عضوية اللجنة المركزية". وحسب هذه المصادر تعني هذه الخطوة فقدان القدومي تلقائيا لعضويته في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.