تتقاسم العديد من العائلات القاطنة بحوش "ميلار" بالكاليتوس حياة البؤس والحرمان، بعدما طالها التهميش لعدة سنوات، وأرهقت كاهلهم جملة من المشاكل، حوّلت حياتهم إلى كابوس حقيقي . شكل غياب قنوات الصرف الصحي، هاجسا لدى سكان الحوش، الذين لا يزالون يعتمدون على البالوعات التقليلدية، في شكل حفر عميقة، صنعوها بأنفسهم، غير أن امتلاءها أدى إلى تسرب المياه القذرة، وجرياتها على السطح، مخلفة روائح قذرة، تتسلل إلى داخل البيوت، وهو ما أثار قلق السكان الذين يتخوفون من إصابتهم بوباء، نتيجة تلوث المحيط، يضاف إلى ذلك تكاثر الحشرات السامة والجرذان، التي تشكل المياه القذرة مكانا مناسبا لتواجدها، ولا تنتهي معاناة السكان عند هذا الحد، فقد أضافت قارورة غاز البوتان، نكهة أخرى من الشقاء إلى يوميات السكان، حيث يجلبونها بعرباتهم اليدوية، من مسافات بعيدة لا تقل عن 3 كيلومتر، وهذا الروتين تعودوا عليه صيفا وشتاءا وإن كان الوضع أقل سوءا في فصل الصيف، فإنه حسب السكان، أشبه بالكارثي في الشتاء، بسبب غياب شبكة الطرقات، في الحوش والتي ساهمت في مضاعفة جهدهم، نظرا للصعوبة الكبيرة التي يتلقاها هؤلاء أثناء السير في الطرق الموحلة التي تمتلئ بها الحفر بالمياه مشكلة بركا، وما أثار حفيظة السكان، هو قيام مصالح البلدية بتهيئة وتعبيد طرقات وأزقة الحي المجاور للحوش، والذي لا يبعد عنهم سوى ببضعة أمتار، الأمر الذي أدى إلى تساؤل قاطني الحوش عن إتمام الجهة المعنية مشروعها بحوشهم، وهو ما اعتبروه إجحافا بحقهم، رغم طالباتهم المتكررة في كل مرة، أما الكهرباء، فقد أفاد السكان أنهم حصلوا عليها بطريقة غير قانونية، من أعمدة الإنارة العمومية، لأحد الأحياء المجاورة، غير أن الضغط الكبير على هذه الخطوط سبب الإنقطاعات من حين لآخر، كما شكل ضعفا في التغطية، لذلك فإن الأجهزة الكهربائية التي تعمل بطاقة كبيرة لا تشتغل نهائيا، على غرار الثلاجات، الأمر الذي أدى بهم إلى شرب المياه الساخنة في عز الصيف، إضافة إلى التلف السريع لمختلف المواد الإستهلاكية التي تحتاج إلى حفظ وتبريد، أما أطفال المدارس، فقد طالبوا بالنقل المدرسي لتجنب السير لمسافات كبيرة، من أجل الإلتحاق بالمدارس.