أوصى عميد الشرطة الأول غلام الله سي غلام الله، أفراد سلك الأمن الوطني إلى التحلي بواجب المهنية والسهر على تنفيذ الإجراءات التي اعتمدتها المديرية العامة للأمن الوطني المرتبطة بشهر رمضان، دون أن يفصح عن فحوى هذه الإجراءات، وأوضح سي غلام الله الذي كان يخاطب عناصر الأمن وطلبة مدرسة الوحدات الجمهورية الثامنة للأمن بالقبة أمس نيابة عن المدير العام للأمن الوطني العقيد علي تونسي، خلال الاحتفالات الرسمية المخلدة ليوم المجاهد 20 أوت 55، ومؤتمر الصومام في اليوم ذاته من سنة 1956، بمدرسة الوحدات الجمهورية الثامنة ببلدية القبة التي كان مقررا الإشراف على تنظيمها العقيد تونسي، والذي اعتذر عن حضورها في آخر لحظة لأسباب طارئة حسب العميد الأول سي غلام الله، أن أفراد سلك الأمن الوطني مطالبون أكثر من أي وقت مضى ببذل المزيد من الجهد بغية إعادة الإستقرار العام والشامل بكل أنحاء الجزائر العميقة وإعادة الطمأنينة والهدوء للمواطنين خاصة في هذا الشهر الجليل، والذي أصبح للأسف يتميز بتزايد النشاطات الإجرامية، سواء كانت إرهابية أو اعتداءات على المواطنين من طرف العصابات اللصوصية وقطاع الطرق على حد تعبير عميد الشرطة سي غلام الله، الذي قال أن كل أشكال الإجرام ستؤول إلى الزوال، إلا أن ذلك يتطلب تحمل واجب المسؤولية والتفاني في العمل من طرف أفراد الأمن الوطني، وبشأن الذكرى المزدوجة لعشرين أوت 55 و 56، قال ذات المحاضر، أن ازدوجية الذكرى المشار إليها كانت مفاجأة غير منتظرة، نتج عنها انعقاد مؤتمر الصومام ببجاية من طرف قيادة الثورة، ومهاجمة أربعين هدفا للعدو الفرنسي بالشمال القسنطيني الممتد على محور الولاية الثانية التي تضم قسنطينة، سكيكدة وجيجل من قبل المجاهدين، الذين كبدوا العدو الفرنسي خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وأضاف أن 20 أوت من العامين المذكورين تعتبر الانطلاقة الحقيقية والمتجددة للثورة التحريرية وإعطائها نفس جديد، خاصة منطقة الأوراس والشمال القسنطيني، وحسب غلام الله سي غلام الله، فإن استهداف أربعين موقعا للمستعمر من طرف المجاهدين، وهي العملية التي يمكن وصفها بالدرس الذي لا ينسى والذي سيبقى خالدا في ذاكرة قادة الجيش الفرنسي، كان كافيا لجلب انتباه المجموعة الدولية وإدارج القضية الجزائرية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستنادا لعميد الشرطة، فإن الإستعمار الفرنسي لم يجد من وسيلة للانتقام من الجزائريين الذين تمكنوا من تحطيم أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر، سوى بتجميع تعداد من الأبرياء قوامه 12 ألف بالملعب البلدي لمدينة سكيكدة واغتيالهم جماعيا في يوم واحد، هذه المجزرة، دفعت كل من رابح بيطاط وزيغود يوسف إلى تنسيق العمليات الفدائية وتحويل المنطقة الشرقية إلى ميدان للحرب إلى غاية افشال استراتيجية جاك سوستال قائد الجيش الفرنسي للناحية الشرقية، التنسيق العملياتي للثنائي المذكور، مكّن من إسقاط ذات الإستراتيجية في أواخر شهر أوت من عام 1956، وبعدها تشكيل مجلس تأسيسي للثورة وميلاد حكومة مؤقتة، مذكرا بوجوب الحفاظ على الأمانة التي تركها شهداء الثورة المباركة الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل استرجاع السيادة الوطنية.