وصل سعر اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء قبيل حلول شهر رمضان بحوالي عشرة أيام، إلى أسعار خيالية لا تبشر بالخير خاصة عند الباعة على مستوى البلديات النائية حيث بيع الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف ب 950 دج ولحم الدجاج ب 300 دج. نفس حمى أسعار اللحوم عرفتها قصابات مدينة عين تموشنت وحي الزيتون وحي المدينةالجديدة (حي العقيد عثمان) حيث اندهش المستهلكون من هذه الزيادة المفاجئة غير المعلن عنها مسبقا، خاصة أسعار لحوم الدجاج التي قفزت من 220 دج للكلغ إلى 300 دج للكلغ وهي زيادة جد مرتفعة، متسائلين في نفس الوقت عن الوضع خلال شهر رمضان. وتشير أخبار من الغرفة الفلاحية بعين تموشنت أن المستثمرين الصغار في مجال تربية الدواجن لم يستثمروا في هذا المجال خلال هذه الصائفة عكس السنة الماضية وهذا لعدة إعتبارات أولها غلاء العلف، وإنعدام التهوية في بعض الإسطبلات التي لم تعد قادرة على إحتواء فراخ الدجاج لتدهور وضعيتها. ولهذه الأسباب لم يغامر المستثمرون في تربية الدجاج على مستوى ال 28 بلدية بعين تموشنت، خاصة وأن هناك مناطق جد ساخنة لا تمر بها التهوية مثل تارڤة وأولاد بوجمعة وضواحي بني صاف وولهاصة. غلاء اللحوم بنوعيها ترك آثار سلبية في نفوس المواطنين الذين فضلوا النظر إلى الشاة وهي معلقة ومن فوقها اللوح يدل على ثمنها. السيد هاشمي من بلدية العامرية وهو موال معروف على مستوى الأسواق أن الموالين يفضلون الإبقاء على ماشيتهم ريثما تسمن بإعتبار أنهم إشتروها استعدادا لعيد الأضحى أما الذين يذبحون حاليا فإنهم يشترون ماشيتهم من سوق الماشية بأثمان جد باهظة حيث وصل الحولي الخميس الفارط إلى 3.5 مليون سنتيم والنعجة ب 2.2 مليون سنتيم، وهي أسعار تجعل أصحاب القصابات يزيدون في الأسعار، فحتى الدوارة ارتفع سعرها إلى 200 دج للكلغ بعدما كانت تباع ب 150 دج والبزلوف (رأس) ب 500 دج للواحد. هذه الأسعار وقفنا عليها صباح أمس، كما قمنا بجولة خاطفة على سوق السمك الكائن بسوق الخضر والفواكه المغطى وسط مدينة عين تموشنت فكانت دهشتها أكبر إذ وصل سعر السردين إلى 200 دج للكلغ الواحد، والخورين ب 250 دج والجمبري ب ألف و200 دج والمارلون ب 400 دج، أما أنواع السمك الأخرى وهي من النوع الأبيض فحدث ولا حرج عن أسعارها إذ لم ينزل سعرها عن الألف 1000 دج للكلغ الواحد. فحتى الحلزون ارتفع سعره بصورة غريبة حيث بيع صباح أمس ب 200 دج للكلغ الواحد مع العلم أن كل مناطق عين تموشنت تزدهر بهذا النوع من الحيوانات، وكان في وقت قصير يباع بأسعار منخفضة وقد أطلق عليه المواطنون اسم لقمة الڤليل. ورغم الوفرة في هذه المواد المذكورة ، إلاً أن أسعارها تبقى حاجز ومانع لذوي الدخل البسيط ، أماّ الطبقة الفقيرة، فإنها لا تمر بهذه الأماكن إلاّ ناذراً ! وإذا كانت أسعار اللحوم غالية داخل النسيج الحضري ، فإن البلديات الريفية تعاني الأمرين من هذه الظاهرة، بإعتبار أن فرق المراقبة لا تمر بها إلاّ نادرا ، وحتى إذا جاؤوا للمراقبة فإن القصابات لا تفتح باكراً وعليه فإن فرق المراقبة تجدها مغلقة ولاتفتح إلا بعد الساعة العاشرة (10) صباحاً . و في كل الحالات فإن الأسعار تكون جد مرفعة عن تلك الموجودة بالمدن الكبرى وداخل النسيج الحضري . رمضان على الأبواب وأسعار اللحوم أرادها أصحاب القصابات أن تلهب العقول قبل الجيوب .