قبل سنوات كنا نسمع عن محاسبة الإنسان لنفسه خاصة عندما كانت لجداتنا وأمهاتنا الكلمة العليا في مسارنا ويومياتنا التربوية ، وعندما كانت المدرسة تربية و تعليما و«تفهيما « و تقويما وتقييما، كنا نحاسب أنفسنا ونحن صغارا مع من أخطأنا وهل أخطأنا في يومنا في حق أي كان و ما الذي وجب لنصحح الخطأ.وكنا صغارا في العمر و كبارا في التفكيرعلى رأي المغني عبد الرحمن جلطي و جلطياته التي صنعت مسارا خاصا في الأغنية الجزائرية قبل أن يتوارى بدون سبب واضح ...صغيرة في العمر كبيرة في العقل ...نعم كان جيلا يكبر في صمت و قهر العشرية السوداء وينتظر برامج التلفزيون في صمت بدون كونترول ليضحك و يتابع بلا حدود و مسرحيات الغرب الجزائري والشرق الجزائري و القلعة في غياب مسرح وطني قوي بعد إغتيال « العزيز « مجوبي ...كنا نعشق « الخبزة « و« الأجواد» تلفزيونيا و « العيطة» و «الشهداء يعودون هذا الأسبوع» و « قالوا العرب قالوا « و « بابور غرق «، كنا نتابع « الحوينة « و حكايات الجزائر في كل زمن بكل ديمقراطية و كنا نفكر هل أخطأنا في حق بعضنا البعض ؟ نعم الضمير الجزائري كان و لا يزال حيا و إن حاول المسنلخون سلخه بالمصلحة الشخصية التي ستظهر أكثر فأكثر هذه الأيام مع البعض سامحهم الله و الشعب، نعم آنذاك كان جلول الفهايمي كريما...يأمن كثير بالعدالة الاجتماعية يحب وطنه، بجهد وبإخلاص..، يتمنى لبلاده..، تتنمى بسرعة وتزدهر فيها الحياة الأغلبية.. لكن فيه ضعف... عصبي.. يتقلق.. تتغلب عليه النرفزة... يزعف ويخسرها. جلول الفهايمي من مسرحية الأجواد للرائع الراحل عبد القادر علولة كتبها العام 1985. جلول الفهايمي باختصار كان جزائريا مئة بالمئة، مؤمنا بجزائريته و حقه في التعبير و كان مؤمنا بالاستقلال الكامل الشامل في كل شيء ، لم يكن يعتقد أن الأمور ستعرف منحي «البايلك «، ولم يتوقع أبدا أننا سنغرق في بابورغرق ، و لكنه تفاجأ بأن الإنسان أصبح لا يهتم براحة ضميره بعدما أضحت كل المهن وحتى المسرح مهن تجارة سواءا في تغسيل الموتى و حفر القبور، و في المستشفى والنقابة، ثم سقط الفهايمي مغشيا في ضبابية ثقل المسؤولية التي لم تعد في علاقات الناس وفي تضامن بعضها بعضا، بل في «المصلحية» التي تسير المجتمع أنذاك. هنا أوجد علولة من خلال الفهايمي إنسانا جديدا هو علال والربوحي والحبيب ومنور و قدور و العكلي ... الدارسون للعرض ولشخصية الفهايمي التي تحيي ضمير الفهايمية واجهوا أسئلة الثمانينيات عن صناعة القرار عبر اختصار أجوبة الصحافة من ومتى وأين وماذا و لماذا و كيف و كم... العدل الإنسان الضمير والمساواة ، هنا ينهض سيراط الفهايمي الجلول المواطن الجزائري بضعفه بعصبيته... بقلقه... تتغلب عليه النرفزة... يزعف ويخسرها.